شُهُودٌ (٧)) حضور ، ويقال : كانوا يشهدون على المؤمنين أن هؤلاء قوم ضلال (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ) من المؤمنين ولا طعنوا عليهم (إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ) إلا لقبل إيمانهم بالله (الْعَزِيزِ) بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْحَمِيدِ (٨)) لمن آمن به.
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ) خزائن السموات المطر (وَالْأَرْضِ) النبات (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من أعمالهم (شَهِيدٌ (٩) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا) أحرقوا وعذبوا (الْمُؤْمِنِينَ) بالنار ، يعنى المصدقين من الرجال بالإيمان (وَالْمُؤْمِناتِ) المصدقات من النساء بالإيمان (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) من كفرهم وشركهم (فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ) فى الآخرة (وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠)) الشديد فى النار ، ويقال : فى الدنيا حيث أحرقهم الله بالنار ، وكان هؤلاء قوما من نجران ، ويقال : من أهل الموصل أخذوا قوما من المؤمنين فعذبوهم وقتلوهم بالنار لكى يرجعوا إلى دينهم ، وكان ملكهم يسمى يوسف ، ويقال : ذا النواس.
ثم ذكر المؤمنين الذين لم يرجعوا عن الإيمان لقبل عذابهم ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فيما بينهم وبين ربهم (لَهُمْ جَنَّاتٌ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر ، والماء ، والعسل ، واللبن (ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١)) النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ) أخذ ربك لمن لا يؤمن به (لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ) الخلق من النطفة (وَيُعِيدُ (١٣)) بعد الموت خلقا جديدا.
(وَهُوَ الْغَفُورُ) المتجاوز لمن تاب من الكفر وآمن بالله (الْوَدُودُ (١٤)) المتودد لأوليائه ، ويقال : المحب لأهل طاعته ، ويقال : المتحبب إلى أهل طاعته (ذُو الْعَرْشِ) ذو السرير (الْمَجِيدُ (١٥)) الحسن الجيد ، ويقال : الكريم إن قرأت بضم الدال فهو الله ، (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦)) كما يريد يحيى ويميت (هَلْ أَتاكَ) يا محمد يستفهم نبيه بذلك ولم يأته قبل ذلك فأتاه بعد ذلك (حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧)) يقول : خبر جموع (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨)) والذين من قبلهم ومن بعدهم كيف فعلنا بهم عند التكذيب (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (فِي تَكْذِيبٍ (١٩)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠)) يقول : عالم بهم وبأعمالهم (بَلْ هُوَ) يعنى القرآن الذى يقرأ عليكم محمد صلىاللهعليهوسلم (قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١)) كريم شريف (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)) يقول : مكتوب فى لوح محفوظ من الشياطين.
* * *