يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (٣٧) لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (٣٩) أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (٤٠))
(وَقُلْ) يا محمد (لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ) أى يكففن (مِنْ أَبْصارِهِنَ) عن الحرام ورؤية الرجال ومن صلة فى الكلام (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) عن الحرام (وَلا يُبْدِينَ) ولا يظهرن (زِينَتَهُنَ) الدملوج والوشاح (إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) من ثيابها (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَ) يرخين قناعهن (عَلى جُيُوبِهِنَ) على صدورهن ونحورهن وليشدن ذلك ، ثم ذكر الزينة أيضا ، فقال : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَ) الدملوج والوشاح وغير ذلك (إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ) أزواجهن (أَوْ آبائِهِنَ) فى النسب أو اللبن (أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَ) أو آباء أزواجهن (أَوْ أَبْنائِهِنَ) فى النسب أو اللبن (أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَ) أبناء أزواجهن من غيرهن (أَوْ إِخْوانِهِنَ) فى النسب أو اللبن (أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَ) فى النسب أو اللبن (أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَ) فى النسب أو اللبن (أَوْ نِسائِهِنَ) نساء أهل دينهن المسلمات لأنه لا يحل لها أن تراها متجردة يهودية أو نصرانية أو مجوسية (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ) من الإماء دون العبيد (أَوِ التَّابِعِينَ) لأزواجهن (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ) أى الشهوة (مِنَ الرِّجالِ) والنساء ، يعنى الخصى والشيخ الكبير الفانى (أَوِ الطِّفْلِ) يعنى الصغير (الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) لم يطيقوا الجامعة مع النساء ، ولا النساء معهم من الصغر ، ولا يعلمون من أمر الرجال والنساء شيئا فلا بأس بأن يرى زينتهن هولاء بغير ريبة (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَ) إحداهما بالأخرى لتقرع الخلخال بالخلخال (لِيُعْلَمَ) لكى يعلم ويظهر (ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ) ما يوارين من زينتهن يعنى الخلاخيل عند الغريب (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً) من جميع الذنوب الصغائر والكبائر (أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١)) لكى تنجوا من السخط والعذاب.
ثم دلهم على تزويج البنين والبنات والإخوة والأخوات ممن ليس لهم أزواج ، فقال : (وَأَنْكِحُوا) أى زوجوا (الْأَيامى مِنْكُمْ) بناتكم وأخواتكم ، ويقال : بنيكم وأخواتكم