آبائكم (أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ) أخوات آبائكم (أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ) إخوة أمهاتكم (أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ) أخوات أمهاتكم (أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ) خزائن ما عندكم من المال يعنى العبيد والإماء (أَوْ صَدِيقِكُمْ) فى الخلطة ، ونزل قوله : (أَوْ صَدِيقِكُمْ) فى مالك بن زيد والحارث بن عمارة وكان صديقين (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) مأثم (أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً) مجتمعين بالعدل والإنصاف (أَوْ أَشْتاتاً) مفرقين ودخل فى هذه الآية الأعمى والأعرج والمريض وغير ذلك (١)(فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً) يعنى بيوتكم أو المساجد وليس فيها أحد (فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) فقولوا السّلام علينا من ربنا (تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ) كرامة من الله لكم (مُبارَكَةً) بالثواب (طَيِّبَةً) بالمغفرة (كَذلِكَ) هكذا (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) الأمر والنهى كما بين هذا (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦١)) لكى تعقلوا ما أمرتم به.
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) المصدقون فى إيمانهم (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) فى السر والعلانية (وَإِذا كانُوا مَعَهُ) مع النبى صلىاللهعليهوسلم (عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) فى يوم الجمعة أو فى غزوة (لَمْ يَذْهَبُوا) لم يخرجوا من المسجد ولم يرجعوا من الغزوة (حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) يعنى يستأذنوا النبى صلىاللهعليهوسلم (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ) يا محمد بالرجوع عن غزوة تبوك ، وكان ذلك عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، أستأذن النبى صلىاللهعليهوسلم بالرجوع إلى المدينة لعلة كانت به (أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) فى السر والعلانية (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ) يا محمد المخلصون (لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ) حاجتهم (فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ) من المخلصين (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ) فيما ذهبوا (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لمن تاب (رَحِيمٌ (٦٢)) لمن مات على التوبة (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ) أى لا تدعوا الرسول باسمه يا محمد (كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) باسمه ولكن عظموه ووقروه وشرفوه ، وقولوا له : يا نبى الله ، ويا رسول الله ، ويا أبا القاسم (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ) أى يخرجون منكم من المساجد (لِواذاً) يلوذ بعضكم بعضا ، وكان المنافقون إذا خرجوا من المسجد خرجوا بغير إذن إذا لم يرهم أحد (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) عن أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويقال : عن أمر الله (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) بلية (أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣)) بالضرب (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الخلق (قَدْ يَعْلَمُ) أى يعلم الله (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) من الكفر والإيمان
__________________
(١) انظر : لباب النقول (١٦٠) ن وتفسير الطبرى (١٨ / ١٢٨) ، وزاد المسير (٦ / ٦٣).