(وَكانَ رَبُّكَ) بما خلق من الحلال والحرام (قَدِيراً (٥٤) وَيَعْبُدُونَ) كفار مكة (مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ) فى الدنيا والآخرة عبادته وطاعته (وَلا يَضُرُّهُمْ) فى الدنيا والآخرة معصيته وترك عبادته (وَكانَ الْكافِرُ) أبو جهل (عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (٥٥)) خارجا ، ويقال : عونا للكافرين على ربه بالكفر (وَما أَرْسَلْناكَ) يا محمد لأهل مكة (إِلَّا مُبَشِّراً) بالجنة (وَنَذِيراً (٥٦)) من النار.
(قُلْ) يا محمد لأهل مكة (ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على التوحيد والقرآن (مِنْ أَجْرٍ) من جعل ولا رزق (إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٥٧)) طريقا بالإيمان ، ويقال : من شاء أن يوحد ويتخذ بذلك التوحيد (إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٥٧)) مرجعا فيجد ثوابه (وَتَوَكَّلْ) يا محمد (عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) ولا تتوكل على الأحياء الذين يموتون مثل أبى طالب وخديجة ، ولا على الأموات الذين لا حركة لهم (وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) صل بأمره (وَكَفى بِهِ) بالله (بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (٥٨)) عالما (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) من أيام أول الدنيا طول كل يوم ألف سنة مما تعدون ، أول يوم منها يوم الأحد وآخر يوم منها يوم الجمعة (ثُمَّ اسْتَوى) استقر (عَلَى الْعَرْشِ) ويقال : امتلأ به العرش (الرَّحْمنُ) مقدم ومؤخر ، يقول : استوى الرحمن على العرش (فَسْئَلْ بِهِ) بذلك (خَبِيراً (٥٩)) بالله عالما ، ويقال : فاسأل عن الله أهل العلم يخبرونك (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) لكفار مكة (اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ) اخضعوا للرحمن بالتوحيد (قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ) ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب (أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا) الكذاب (وَزادَهُمْ) ذكر الرحمن ، ويقال : القرآن ، ويقال : دعوة النبى صلىاللهعليهوسلم (نُفُوراً (٦٠)) تباعدا عن الإيمان.
(تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (٦١) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (٦٢) وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (٦٣) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (٦٤) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (٦٥) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٦٦) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (٦٧) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠))