وفيه فصول :
الفصل الأول
قد اختلفوا في اتحاد معنى التفسير والتنزيل والتأويل واختلافه ، فعن ظاهر الأكثر الثاني ، ولذا يقابل كل من الأوليين بالثالث ، بل صرّح بعضهم ، ولعلّه يؤمي إليه أصل الاشتقاق أيضا. قال في الصحاح (١) : الفسر البيان ، وقد فسرت الشيء أفسره بالكسر فسرا والتفسير مثله ، وقال : التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء ، وقد أوّلته تأويلا وتأوّلته تأوّلا بمعنى ، ومنه قول الأعشى (٢) : على أنّها
__________________
(١) الصحاح في اللغة لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي أخذ عن خاله إبراهيم الفارابي ، وعن السيرافي ودخل بلاد ربيعة ومضر ، فأقام فيها مدة في طلب علم اللغة ثم عاد الى خراسان ، وأقام بنيسابور مدة فبرز في اللغة وتعلّم الكتاب وحسن الخط ، ومات متردّيا من سطح داره ، وقيل : إنّه تغيّر عقله وعمل له دفّتين وشدّهما كالجناحين وقال أريد أن أطير ووقع من علو فهلك في سنة ٣٩٣ ، كتاب الصحاح كتاب حسن الترتيب سهل المطلب ، وهو مفرد نعت كصحيح وصحاح وشحيح وشحاح وبرىء وبراء قيل في مدح الصحاح :
ليس صحاح الجوهري |
|
إلّا صحاح الجوهر |
بل هو بحر ذهب |
|
أمواجه من درر |
كشف الظنون ج ٨ ص ٤٠٠
(٢) الأعشى ميمون بن قيس جندل من بني قيس المعروف بأعشى قيس ، والأعشى الكبير من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية ، وأحد أصحاب المعلّقات ، كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس ، عاش عمرا طويلا وأدرك الإسلام ولم يسلم ، ولقّب بالأعشى لضعف بصره ، وعمي في آخر عمره ، توفّي سنة ٧ ه في قرية منفوحة باليمامة قرب مدينة الرياض. الأعلام للزركلي ج ٨ ص ٣٠٠.