عبد الله عليهالسلام إلى أبي (١) الخطّاب بلغني أنّك تزعم أنّ الزّنا رجل ، وأنّ الخمر رجل ، وأنّ الصّلاة رجل ، والصيام رجل ، وأنّ الفواحش رجل ، وليس هو كما تقول ، إنّا أصل الحقّ ، وفروع الحقّ طاعة الله ، وعدوّنا أصل الشّرّ ، وفروعهم الفواحش ، وكيف يطاع من لا يعرف ، وكيف يعرف من لا يطاع (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة الّتى سيمرّ عليك كثير منها في تضاعيف هذا التفسير إن شاء الله تعالى.
وجملة الكلام أنّه يستفاد من ملاحظة الأخبار أمور :
أحدها : أنّ كلّ آية في القرآن فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فالخطاب فيها متوجّه إلى أهل البيت عليهمالسلام بالأوليّة والأولويّة والأصالة ، وهم أميرها وشريفها ورأسها ولبّها ولبابها ، وذلك بسبب سبقتهم إلى الإيمان بالله سبحانه في عالم الأنوار وفي الظلّة الخضراء.
كما عن الثّمالى عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : إنّ الله سبحانه تفردّ في وحدانيّته ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نورا ، ثمّ خلق من ذلك النور محمّدا وعليّا وعترته عليهمالسلام ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحا وأسكنها في ذلك النور وأسكنه في أبداننا ، فنحن روح الله وكلمته ، احتجب بنا عن خلقه ، فما زلنا في ظلّ خضراء مسبّحين نسبّحه ونقدّسه حيث لا شمس ولا قمر ، ولا عين تطرف ، ثمّ خلق
__________________
ص ٣٣١ رقم ١٨٠٦.
(١) ابو الخطّاب محمّد بن أبى زينب الأسدى الكوفي البزّاز البرّاد ، كان مستقيما ثم انحرف وصار من الغلاة فترك أصحابنا ما رواه بعد انحرافه ـ معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٢٤٣.
(٢) بحار الأنوار ج ٢٤ ص ٢٩٩ عن رجال الكشي ص ١٨٨.