السرائر ، الى غير ذلك مما لا شاهد على كثير منها مع إمكان إرجاع بعضها الى بعض.
نعم الّذي يستفاد من تصانيف كلمات الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين هو أنّ التفسير كشف المراد من ظواهر الآيات وبواطنها السبعة أو السبعين أو الأزيد من ذلك مما لا يعلمه إلّا الله والراسخون في العلم ، بحيث إنّه يشمل كل شيء من دون ذلك دون اشتراط انضمامه الى غيره ، ومن هنا يطلق على العلم بالظواهر مع ضميمة بعض البواطن أو بدونها على وجه التسامح في الإطلاق ، وإلّا فالعلم به حقيقة إنّما يحصل بالعلم بتمام ما سمعت ، ولذا يستفاد من كثير من الأخبار اختصاص التفسير بأهل الذكر الذين هم مهابط الوحي ، وخزنة العلم.
ففي «المحاسن» بالإسناد عن أبي جعفر عليهالسلام يا جابر إنّ للقرآن بطنا وله ظهر ، وللظهر ظهر ، وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إنّ الآية يكون أوّلها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل منصرف على وجوه (١).
وفي «الكافي» عنه عليهالسلام إنّ من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه (٢).
وعن «تفسير النعماني» عن الصادق عليهالسلام بعد كلام طويل مضى جملة منه ولهذه العلة وأشباهها لا يبلغ أحد كنه معنى حقيقة تفسير كتاب الله إلّا نبيه وأوصيائه (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٩ ص ٢٤ ط. القديم.
(٢) بحار الأنوار ج ٧ ص ٣٩ ط. القديم عن «البصائر» مسندا عن عمر بن مصعب أنه قال : سمعت الصادق عليهالسلام أنه قال : إنّ من علم ما أوتينا تفسير القرآن وحكاية علم تغيير الزمان وحدثاته.
(٣) وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٤٨ أبواب صفات القاضي.