في مراعاة المدّ
عرّفوا المدّ بإطالة الصوت بحرف مدّي من حروف العلّة ، والقدر الواجب منه ما يتوصّل به إلى أداء الحرف الساكن الذي يسمّونه سبب المدّ ، وذلك لأنّ التلّفظ بالحروف إنّما يتمشّى بتحركّها أو اتصالها بالمتحرّك ، أو بالساكن الذي يتوصّل بمدّة الى التلفّظ بها ، وذلك على فرض توقّف الإفصاح بها عليه ، مقدّر بقدره ، وإلّا فالقدر الزائد على ذلك لا دليل على وجوبه ، ولا على ندبه ، وإن توسّع فيه أرباب القراءة حيث قسّموه إلى الطبيعي ، وهو الامتداد الحاصل لذات الحروف الثلاثة بقدر التلفّظ بها كما في قوله : (آتُونِي) (١) ، ويسمّى أصليّا وذاتيّا ، ولذا قدّروها بألف واحدة ، وهو قدر التلفّظ بها.
وغير طبيعي ، وهو ينقسم إلى ما له سبب معنويّ وهو ما قصد به المبالغة في النفي ، كما عن حمزة في مثل (لا رَيْبَ) (٢) ، ولا (لا جَرَمَ) (٣) و (لا مُقامَ) (٤).
ومنه مدّ التعظيم في (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ).
وما له سبب لفظيّ ، وهو إمّا السكون ، وإمّا الهمزة ، والسكون ينقسم الى
__________________
(١) الكهف : ٩٦.
(٢) البقرة : ٢.
(٣) هود : ٢٢.
(٤) الأحزاب : ١٣.