الفصل الخامس
في عدد الآيات والكلمات والحروف
اختلفوا في تعيين عدد آيات القرآن الكريم على أقوال بعد اتفاقهم في الجملة على أنها لا تقصر عن ستّة آلاف ومائتي آية وشيء زائد ، فاختلافهم في تعيين شيء زائدا ، والأقوال المختلفة لا ترجع إلى إثبات بعض الآيات ورفعها رأسا ، بل الى عدّ بعض الآية آية.
فعن المكّيين أن القدر الزائد ستّ عشر آية ، وقيل تسع عشر آية ، وقيل اثنتي عشرة آية وعن المدنيّتين إحدى عشر آية ، والأكثر على أنّها عندهم سبع عشر آية ولعل نسبة الأوّل إليهم وهم ، وعن البصريين أربع آيات ، وقيل ثلاث آيات ، وقيل خمس آيات ، وربّما يقال : إنّ بناء مصاحفهم على الأوّل ، وعن الشاميين سبع وعشرون ، وقيل تسع وعشرون ، والمحكي عن إبراهيم (١) التميمي نقصان واحدة عن المائتين ، وعن الكوفيين خمس وثلاثون ، وفي «برهان القارى» حكاية عن بعض البارعين في هذا الشأن أنّها في عددهم ستّ وثلاثون ، وربما ينسب إليهم غير ذلك ، بل فيه أنّ الزيادة عند المدني الأوّل سبع عشر آية ،
__________________
(١) إبراهيم بن يزيد التميمي أو التميمي عدّه ابن قتيبة من الشيعة وذكره الشيخ في رجال السجّاد عليهالسلام مات على عهد الحجّاج سنة ٩٥ ه ولم يحضر جنازته أحد خوفا منه إلّا سبعة أنفس.