وهي أمور :
الأوّل : أنّ القرآن شفاء من كلّ داء.
لا ريب في أنّ القرآن بجميع معانيه ، وبطونه ، وإشاراته ، ولطائفه وحقائقه شفاء من العيوب النفسيّة ، والأمراض القلبيّة الّتى هي الجهالات والضلالات ، والانحرافات ، ومتابعة الأهواء النفسانيّة ، والوساوس الشيطانيّة ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (١).
وروى العيّاشى عن مولانا الصادق عليهالسلام قال : «إنّما الشفاء في علم القرآن لقوله : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ) (٢) لأهله لا شكّ فيه ولا مرية» (٣).
وفي تفسير الإمام عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ هذا القرآن هو النور المبين ، والحبل المتين ، والعروة الوثقى ، والدرجة العلياء ، والشفاء الأشفى ، والفضيلة الكبرى ، والسعادة العظمى ، من استضاء به نوّره الله ، ومن عقد به أموره عصمه الله ، ومن تمسّك به أنقذه الله ، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله ، ومن استشفى به شفاه الله ، ومن آثره على ما سواه هداه الله ، ومن طلب الهدى في غيره أضلّه الله».
وقد مرّ كثير من الأخبار المتعلّقة بالمقام في الباب الثاني.
__________________
(١) الإسراء : ٨٢.
(٢) الإسراء : ٨٢.
(٣) تفسير الامام ص ٢٠٣ وعنه البحار ج ٩٢ ص ٣١ ح ٣٤.