الفصل الثاني
في معنى السورة
المشهورة في السور أنها بالواو ، والهمز إما لغة فيها على ما في القاموس ، أو أنه للاختلاف في اشتقاقها كما في المجمع وغيره ، فإنّها على الأول مأخوذة من سور المدينة لحائطها المحيط بها ، أو من السورة التي جمعها السور بالضم فالسكون للمنزلة الرفيعة ، ومنه قول النابغة (١) :
ألم تر أن الله أعطاك سورة |
|
ترى كل ملك دونها يتذبذب |
وعلى الثاني من السؤر الذي هو البقية غلب استعمالها على جملة من
__________________
(١) النابغة الذبياني زياد بن معاوية ، أبو أمامة ، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى من أهل الحجاز. كانت تضرب له قبّة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليها أشعارها وكان الأعشى وحسّان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة ، وكان أبو عمرو بن العلاء يفضّله على سائر الشعراء وهو أحد الأشراف في الجاهلية ، وكان حظيا عند نعمان بن المنذر حتى شبّب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب النعمان ، ففرّ النابغة ووفد على الغسّانيّين بالشام ، وغاب زمنا. ثم رضي عنه النعمان ، فعاد إليه واعتذر بقصائد تعرف بالاعتذاريات وكان أحسن شعراء العرب ديباجة ، لا تكلف في شعره ولا حشو. وعاش عمرا طويلا وديوانه مشهور طبع بمصر وباريس. مات نحو ثمانية وعشر قبل الهجرة وما أدرك عهد الرسول صلىاللهعليهوآله.
الأعلام ج ٣ ص ٩٢ ، الأغاني ج ١١ ص ٣ ، نهاية الارب ج ٣ ص ٥٩.