الآيات تزيد على الثلث ، ذات ترجمة.
وعرّفت بتعريفات لا داعي في التعرض لها في المقام ، وستسمع بعض الكلام في ترجمة الفاتحة ، إنما المهم تحديد سور القرآن لإناطة جملة من الأحكام عليها في الشرع كوجوب قراءة سورة كاملة في كل سورة من أوليي الفرائض ، وحرمة القران بين سورتين في ركعة فضلا عمّا قد يلزم قراءتها أو تعليمها لنذر وشبهه ، أو استئجار ، أو إمهار ، فالمشهور عند العامّة مائة وأربعة عشر سورة ، وعن أبيّ بن كعب (١) ستة عشر بزيادة القنوتين (٢) ، وعن بعضهم ثلاثة
__________________
(١) أبي بن كعب بن قيس من بني النجار من الخزرج ، صحابي أنصاري ، كان قبل الإسلام حبرا من أحبار اليهود ، مطلعا على الكتب القديمة يكتب ويقرأ على قلة العارفين بالكتابة في عصره ولما أسلم كان من كتّاب الوحي ، وشهد بدرا وأحدا وخندقا والمشاهد كلها وكان من الاثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر خلافته وأرادوا تنزيله عن منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال أبو الصلاح في التقريب : أبي بن كعب من المعروفين بولايتهم عليهمالسلام. وكان من فضله وجلالته أنه في حديث حكى عنه الصادق عليهالسلام قولا في حسن الظن كما في سفينة البحار في كلمة ظنن ج ٢ ص ١١٠ عن الصادق عليهالسلام : حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسلامة صدره الى أن قال : وقال أبي كعب إذا رأيتم أحد إخوانكم في خصلة تستنكروها منه فتأولوا لها سبعين تأويلا فإن اطمأنت قلوبكم على أحدهم وإلا فلوموا أنفسكم حيث لم تعذروه في خصلة سترها عليه سبعون تأويلا وأنتم اولى بالإنكار على أنفسكم منه. وكان أبي بن كعب من كتّاب الوحي ولذلك أمره عثمان بجمع القرآن وفي الحديث أقرأ أمتي أبي بن كعب ـ قال في الأعلام : له في الصحيحين وغيرهما ١٦٤ حديثا ، وكان نحيفا قصيرا أبيض الرأس واللحية مات بالمدينة سنة ٢١ ه. الأعلام ج ١ ص ٧٨ ، وسفينة البحار ج ١ ص ٨ وج ٢ ص ١١٠ ، وحلية الأولياء ج ١ ص ٢٥٠.
(٢) سورتا القنوتين سورتان مجعولتان مرويتان عن طريق العامة. قال السيوطي في الإتقان والدر المنثور : أخرج الطبراني والبيهقي ، وابن الضريس : أن من القرآن سورتين وقد سماهما الراغب في المحاضرات سورتي القنوت ونسبوهما الى تعليم علي وقنوت عمر ومصحف ابن عبّاس وزيد بن ثابت وقراءة ابن موسى إحداهما : بسم الله الرحمن الرحيم إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ـ والثانية بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد