عشر بعدّ الأنفال والتوبة واحدة ، وعن ابن مسعود (١) اثنتي عشرة سورة بنقصان المعوذتين ، لكن الذي استقرّ عليه مذهب الإمامية أنّها مائة واثنتي عشرة سورة بعدّ المعوذتين سورتين ، والضحى والإنشراح سورة واحدة ، وكذا الفيل والإيلاف أمّا المعوذتين بكسر الواو فقد أجمع علمائنا وأكثر العامّة على أنّهما من القرآن ، وأنّه يجوز القراءة بهما في المكتوبة ، ولم يحك الخلاف في ذلك إلّا عن عبد الله بن مسعود حيث زعم أنّهما ليستا من القرآن وإنما أنزلتا لتعويذ الحسن والحسين (عليهماالسلام) وقد انقرض القول به.
بل في «الذكرى» أنه قد استقر الإجماع من العامّة والخاصّة على خلافه مضافا الى استفاضة الأخبار بذلك.
ففي كثير عن منها أنّ مولانا الصادق عليهالسلام قرأ بهما في الفريضة ، ثم قال عليهالسلام :
__________________
وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجدّ إن عذابك بالكافرين ملحق.
نقض الوشيعة في نقد عقائد الشيعة تأليف السيد محسن الأمين ص ٢٠٤.
(١) عبد الله بن مسعود بن غافل : صحابي ، من أكابرهم فضلا وعقلا وقربا من رسول الله (ص) وهو من أهل مكة ، ومن السابقين الى الإسلام ، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة ، وكان خادم رسول الله صلىاللهعليهوآله وصاحب سره ، ورفيقه في حله وترحاله وغزواته ، نظر اليه عمر يوما وقال : وعاء مليء علما وولي بعد النبي صلىاللهعليهوآله بيت مال الكوفة ، ثم قدم المدينة في خلافة عثمان وكان من الذين شهدوا جنازة أبي ذر وباشروا تجهيزه وهو أيضا من الإثني عشر الذين أنكروا على الأول خلافته ، وكان قصيرا جدا ، يكاد الجلوس يوارونه. وكان يحب الإكثار من التطيب فإذا خرج من بيته عرف جيران الطريق أنه مرّ من طيب رائحته ، له ٨٤٨ حديثا وأورد الجاحظ في البيان والتبيين خطبة له ومختارا من كلامه ، كان عالما بالقرآن ، أخذ سبعين سورة من القرآن من في رسول الله صلىاللهعليهوآله وبقيّته من علي بن أبي طالب عليهالسلام ، روي الكشي في رجاله عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : من أحب ان يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد يعني ابن مسعود في المستدرك نقلا عن تلخيص الشافعي أنه قال : لا خلاف بين الأمة في طهارة ابن مسعود وفضله وايمانه ومدحه رسول الله صلىاللهعليهوآله وثنائه عليه ، توفي بالمدينة سنة ٣٢ ه ودفن بالبقيع.
الأعلام ج ٤ ص ٢٨٠ ، وغاية النهاية ج ١ ص ٤٥٨ وسفينة البحار ج ٢ ص ١٣٨.