شيعتنا ، وإنّما سمّوا شيعة لأنّهم خلقوا من شعاع نورنا (١).
وعنه ، قال : دخلت حبابة (٢) الوالبيّة على أبي جعفر عليهالسلام فقالت : أخبرني يا بن رسول الله أيّ شيء كنتم في الأظلّة؟ فقال عليهالسلام : كنّا بين يدي الله قبل خلق خلقه ، فلمّا خلق الخلق سبحنا فسبّحوا ، وهلّلنا فهلّلوا ، وكبّرنا فكبّروا ، وذلك قوله عزوجل : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (٣) الطريقة حبّ عليّ صلوات الله عليه ، والماء الغدق الماء الفرات ، وهو ولاية آل محمّد عليهمالسلام. (٤).
وفي خبر المفضّل : كنّا أنوارا حول العرش نسبّح الله ونقدّسه حتّى خلق الله سبحانه الملائكة فقال لهم : سبّحوا ، فقالوا : يا ربّنا لا علم لنا ، فقال لنا : سبّحوا فسبّحنا ، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا ، ألا إنّا خلقنا من نور الله ، وخلق شيعتنا من دون ذلك النور ... الخبر (٥).
وأيضا لسبقهم إلى الإيمان به سبحانه في عالم الميثاق والذرّ الأوّل ، كما ورد أنّ أوّل من بادر إلى الإجابة هو رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثمّ الأئمّة من ذرّيته صلوات الله عليهم أجمعين ، ولسبقتهم إلى الإيمان به في هذا العالم الناسوتي في الدّولة الكاملة الختمية المصطفوية كماليا شرفيّا ، إذ لا يدانى
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢٥ ص ٢٣ ح ٣٩ عن مشارق الأنوار للبرسي ص ٤٢.
(٢) هي صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين عليهالسلام بخاتمه وأتت بها الى الأئمّة بعده واحدا بعد واحد وهم يطبعوهن فيها إلى أن انتهت الى أبي الحسن الرضا عليهالسلام فطبع فيها وعاشت بعد ذلك تسعة أشهر ـ سفينة البحار ج ٢ ص ٣٠ طبع الجديد.
(٣) سورة الجنّ : ١٦.
(٤) بحار الأنوار ج ٢٥ ص ٢٤ ح ٤٠ عن مشارق الأنوار للبرسي ص ٤٠.
(٥) البحار ج ٢٥ ص ٢١.