ايمانهم إيمان أحد من المخلوقين ، آتاهم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، وسبقا حدوثيا زمانيّا كما اتّفقت عليه روايات الفريقين من أنّه عليهالسلام أوّل من آمن برسول الله صلىاللهعليهوآله في العالم الناسوت إيمانا ظاهريّا بعد ما آمن به في جميع العوالم الكليّة والنشآت الغيبيّة ، ولذا قال عليهالسلام :
سبقتكم إلى الإسلام طرّا |
|
غلاما ما بلغت أو ان حلمي (١) |
وقد قيل في هذا أيضا :
ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا |
|
عن هاشم ثمّ منها عن أبى الحسن |
أليس أوّل من صلّى لقبلتكم |
|
وأعلم الناس بالآداب والسنن |
وبالجملة فهؤلاء الأنوار صلوات الله عليهم هم السّابقون بالإيمان في جميع العوالم بمراتب السبق وأقسامه الستّة (٢).
__________________
(١) قال ابن حجر الهيثمي : لما وصل الى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فخر من معاوية قال عليهالسلام لغلامه : اكتب إليه ، ثمّ أملى عليه :
محمّد النبي أخي وصهري |
|
وحمزة سيّد الشهداء عمّى |
وجعفر الذي يمسى ويضحى |
|
يطير مع الملائكة ابن أمّي |
وبنت محمد سكنى وعرسي |
|
منوط لحمها بدمى ولحمى |
وسبطا أحمد ولداي منها |
|
فأيّكم له سهم كسهمي |
سبقتكم الى الإسلام طرّا |
|
غلاما ما بلغت أو ان حلمي |
الصواعق المحرقة ص ١٣٠ ط القاهرة ـ
(٢) السبق على المشهور ينقسم الى ستّة أقسام : الزّماني ، والرّتبى ، والشّرفى ، والطبعي ، والعلّى ، والماهوى ، وزاد عليها صدر المتألهين قسما سابعا ، وهو السبق بالحقيقة ، والمحقّق الداماد قسما ثامنا وهو السبق الدهري ، قال الفيلسوف المتأله السبزواري في منظومته :
السبق منه ما زمانيا كشف |
|
والسبق بالرتبة ثم بالشرف |
والسبق بالطبع وبالعليّة |
|
ثمّ الّذى يقال بالماهيّة |