يفقد ما كان لابسا له من الجمال ومستحقّا له من الثواب (١).
أقول : أمّا اشتقاقه من الجذام ، ففيه مع بعده ، أنّه مردود بنصّ أهل اللّغة على خلافه وهجر استعماله كما مرّ عن الجوهري والفيّومى.
نعم في «القاموس» : جذم كعني (أي بضم الجيم وكسر الذال المعجمة) فهو مجذوم ومجذّم وأجذم ، ووهم الجوهري في منعه.
ولكنّه غير صالح للمعارضة لما مرّ ، ولو مع تقديم الشهادة على الإثبات ، لأنّه فرع التكافؤ ، سلّمنا لكنّه لا بدّ عن الشذوذ والندرة.
وأمّا المعاني المتقدّمة فلا يبعد الحمل عليها ولو على جهة الاجتماع ، فإنّ الكلمة من محمّد وآله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لتنصرف على سبعين وجها من كلّها المخرج ، سيّما مع عدم تعاند المعاني في المقام ، بل وتناسبها ، فإنّه يمكن أن يراد أنّه يلقى الله تعالى مقطوع اليد أى قليل الحظّ من الثواب ، فاقد الخير والبهجة ، فائت الزينة والكمال.
نعم ، قد يقال : إنّ في هذا الحديث سرّا يتّضح بالحديث الآخر الّذي تواتر نقله عنه صلىاللهعليهوآله من طرق الفريقين : «إنّى تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض».
فلمّا شبّه الكتاب بالحبل الّذى يتعلّق به ويجعل سببا للتوقّي الى المراتب ، والتوقّي عن المعاطب ، عبّر عن تاركه والغافل عنه بالأجذم ، وإنّما يخيّل اليه بكلمة الأجذم الشنعة واللّفظ المستكره لأنّه إذا انقطع الحبل لم يكن تمسّك ، وإذا كانت اليد جذماء أيضا لم يمكن التمسّك ، فأراد بذلك أنّ عدم حصول التمسّك
__________________
(١) أمالى المرتضى ج ١ ص ٥.