تَكْبِيراً) (١).
ثم قال أمير المؤمنين عليهالسلام : من يأت بأرض قفر فقرأ هذه الآية : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٢) حرسته الملائكة وتباعدت عنه الشياطين.
قال : فمضى الرّجل ، فاذا هو بقرية خراب فبات فيها ، فلم يقرأ هذه الآية فتغشّاه الشيطان ، فإذا هو أخذ بخطمه (٣) ، فقال له صاحبه : أنظره واستيقظ الرجل ، فقرأ الآية ، فقال الشيطان لصاحبه ، أرغم الله أنفك أحرسه الآن حتى يصبح ، فلمّا أصبح رجع إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فأخبره ، وقال له : رأيت في كلامك الشفاء والصدق ، ومضى بعد طلوع الشمس فاذا هو بأثر شعر الشيطان مجتمعا في الأرض (٤).
قسّم ابن فهد في «عدّة الداعي» هذا الباب من القرآن الى ثلاثة أقسام : الاستشفاء ، والاستكفاء ، وما يتعلّق بإجابة الدعاء.
وروى في الأوّل عن النبي صلىاللهعليهوآله : أنّه شك اليه رجل وجعا في صدره ، فقال (ص) : استشف بالقرآن فإنّ الله عزوجل يقول : (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ) (٥). (٦)
__________________
(١) الإسراء : ١١٠ ـ ١١١.
(٢) الأعراف : ٥٤.
(٣) الخطم بفتح الخاء : أنف الإنسان ، منقار الطائر.
(٤) أصول الكافي ج ٢ من الطبع الحديث ص ٦٢٤ ـ ٦٢٦.
(٥) سورة يونس : ٥٧.
(٦) عدّة الداعي ص ٢٧٤ ـ الكافي ج ٢ ص ٦٠٠.