.................................................................................................
______________________________________________________
والحاصل : انه لما كانت التخصيصات الواردة عن الائمة عليهمالسلام من التخصيص بعد حضور وقت العمل المستلزم لتأخير البيان عن وقت الحاجة .. لذا اشكل الامر في كونها مخصصات لعمومات الكتاب والسنة النبوية. ولما كان الالتزام بكونها ناسخة لحكم الكتاب والسنة بعيدا جدا لكثرة ما ورد عنهم عليهمالسلام من الاحكام الخاصة ، ومن المعلوم ندرة النسخ في الشريعة ، لذا كان الالتزام بكونها ناسخة لعمومات الكتاب والسنة ـ ايضا ـ بعيدا جدا. فاتضح ان ما ورد عنهم من الاحكام الخاصة على خلاف عمومات الكتاب والسنة مشكل من الطرفين ، لان كونها مخصصات لازمه تأخير البيان عن وقت الحاجة ، وكونها ناسخة ينافيه ندرة النسخ ، ومن المعلوم ندرته. وهذا هو مراده من قوله : «كما ترى» فالاشكال من حيث كونها ناسخة هو البعيد لمنافاته لما هو المعلوم من ندرة النسخ.
لا لاشكال فيه من ناحية عدم امكان نسخ الكتاب والسنة بالرواية عنهم عليهمالسلام لما يقال : من ان النسخ اما هو نسخ شريعة لشريعة ، ولا يعقل ذلك في شريعة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لعدم ورود شريعة بعد شريعته صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي خاتمة الشرائع ، ومن الواضح ان الائمة عليهمالسلام لم يأتوا بشريعة جديدة ، لان الشريعة الجديدة من مختصات النبوة دون الامامة. واما ان يكون النسخ نسخا لحكم جاء في الشريعة بحكم آخر قد جاء بعده في نفس تلك الشريعة ، فهذا النحو من النسخ مما يختص بالكتاب والسنة النبوية ، فيجوز نسخ الكتاب بالكتاب ، ويجوز ان ينسخ الكتاب بما ورد من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لانه مهبط الوحي ، فنسخ الكتاب بما ورد عنهم عليهمالسلام غير معقول ايضا.
والجواب عنه : ان النسخ منهم عليهمالسلام للكتاب مرجعه الى نسخ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للكتاب ، لان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اطلع امير المؤمنين عليهالسلام على جميع الاحكام ، وتلقوا الائمة عليهمالسلام هذا العلم واحدا بعد واحد ، ولو لا ذلك لما امكن ان يرد التخصيص للكتاب والسنة ايضا عنهم عليهمالسلام ، لا من جهة قبح تأخير البيان بل من حيث انه لا وحي ، فمن اين يحصل العلم بالخاص المخالف لعمومات الكتاب والسنة؟