.................................................................................................
______________________________________________________
فمثل استنباط حكم الكر الذي كانت الاخبار فيه مختلفة ، فانه مع توقفه زيادة على معرفة حجية الظواهر يتوقف على معرفة حجية الخبر ، ومعرفة التعارض بين الاخبار ، ومعرفة أحكام التعارض ، وبعض الجهات الأخر كالرطل العراقي والرطل المدني ، فكون حكم الكر من المسائل الصعبة واضح لمن اراد استنباط حكم الكر.
واما المدرك العقلي السهل فمثل دوران الامر بين المحذورين ، فان كون حكم العقل فيه هو التخيير مما يدركه العقل بسهولة. واما المدرك العقلي الصعب فمثل استنباط حكم صحة الصلاة في المكان المغصوب او بطلانها المتوقف على معرفة مسألة اجتماع الامر والنهي في الواحد ذي الوجهين ، وهي من المسائل العويصة التي لا تزال محل الخلاف بين الاعلام.
هذا من ناحية الاختلاف في نفس استنباط الحكم عن مدركه من حيث السهولة والصعوبة.
واما الاختلاف من ناحية المستنبط فهو من حيث اختلافهم في سعة الاطلاع وقلته واختلافهم من ناحية عمق النظر وعدم عمقه.
والحاصل : ان الوجدان شاهد ـ ايضا ـ على اختلاف الاشخاص من جهة طول الباع وقصره ، واختلافهم في العقليات والنقليات ، فرب شخص طويل الباع في العقليات قصير الباع في النقليات وبالعكس.
وبعد شهادة الوجدان باختلاف المسائل المستنبطة ، واختلاف المستنبطين انفسهم ، يظهر واضحا امكان تجزي الاجتهاد لسهولة الاحكام المستنبطة من المدارك الواضحة ، وسهولة الاستنباط لبعض الاحكام عند من كان له سعة الاطلاع في النقليات ، او بعد الغور في المسائل العقلية.
ومما ذكرنا يظهر انه ربما يكون لبعض القدرة على استنباط بعض الاحكام دون بعضها ، وهذا هو معنى تجزي الاجتهاد.