.................................................................................................
______________________________________________________
والجواب عنه ـ بناء على وحدة الملكة ـ فهي وان كانت من الكيف النفساني وهو عرض ، والاعراض بسائط لانها ليس لها مادة وصورة ولا جنس وفصل ، بل مادتها وجنسها من نحو ذاتها ، فان البياض الشديد ليس بمركب من مادة وصورة ، وإلّا لزم تركب البياض من البياض وغير البياض ، فالبياض الشديد هو بياض بمرتبة قوية.
والحاصل : انه لا مانع من التشكيك في بعض البسائط ، وكونها مختلفة من حيث الشدة والضعف ، لضرورة كون البياض من الاعراض لانه من مقولة الكيف المبصر ، وهو مختلف من ناحية الشدة والضعف ، ولا ينافي هذا التشكيك بساطته لعدم التركيب في ذات الشيء اذا كان له حدود مختلفة ، لان البياض الضعيف هو واجد لتمام حقيقة البياض ، والبياض الشديد ليست حقيقته مركبة من مرتبة الضعف ومرتبة الشدة ، بل ليس هناك في البياض الشديد الا حقيقة واحدة للبياض ايضا ، وليست المرتبة الضعيفة تكون جنسا فصله المرتبة الشديدة ، بل هي حد يزول ويحل محله حد آخر ، لان المرتبة الضعيفة هي انتهاء الوجود الى حد خاص يرتفع ذلك الحد بوجود المرتبة القوية ، وهو انتهاء الوجود بحد أعلى من الحد الضعيف قد حل محله ، وتفصيل الكلام في هذا موكول الى محله.
وعلى كل فلا منافاة بين بساطة الملكة وكونها مختلفة من ناحية الضعف والشدة ، وهي ما يقتدر بها على استنباط بعض الاحكام وما يقتدر بها على استنباط جميع الاحكام.
والمراد من التجزي في الاجتهاد هو التبعيض من ناحية حدوده لا تركبه والتبعيض من ناحية ذاته.
والحاصل : ان الاجتهاد ملكة بسيطة لها حدود مختلفة : حدها الضعيف هو التجزي ، وحدها الشديد هو المطلق. هذا بناء على كون الاجتهاد ملكة واحدة بسيطة.