.................................................................................................
______________________________________________________
واحتياجه الى علم الصرف في الجملة واضح ايضا خصوصا بناء على وجوب القلب مثلا كقلب النون ميما اذا وقعت ساكنة متصلة بالباء ، وكالقلب والادغام في حروف يرملون ، وكتمييز المنقوص من المقصور لاختلافهما في الاعراب من ظهور بعض الحركات على المنقوص في مقام وحذف آخره في مقام آخر ، وغير ذلك من مباحث الصرف المتوقف عليها معنى الكلام العربي.
واحتياجه الى علم اللغة مما لا يحتاج الى بيان.
ومثله احتياجه الى علم التفسير ايضا ، لوضوح العلم الاجمالي بارادة خلاف الظاهر في بعض الآيات ، ولا ينحل الامر الا بمراجعة التفسير لآيات الاحكام ولوجود الاجمال في بعض الآيات ، وقد علم اجمالا بانه قد ورد لها من التفسير ما تكون به ظاهرة لا اجمال فيها.
واما احتياجه الى بعض علوم العربية الاخرى كعلم المعاني والبيان كمعرفة الفصاحة والبلاغة منه قد انكر بعض الاعلام الحاجة اليه. والحق الحاجة اليه فانه ربما يحصل الاطمئنان في بعض افراد التعارض بان احدهما هو كلام الامام عليهالسلام ، وربما يشير اليه ما ورد في بعض الاخبار من ان لكلامنا نورا ، فان نور كلامهم عليهمالسلام مما يساعد على معرفته الاحاطة بالفصاحة والبلاغة ، واحتياج الاجتهاد الى معرفة الحقيقة والمجاز والكناية مما لا اشكال فيه.
واعظم ما يحتاج اليه الاجتهاد هو معرفة علم الاصول ، فان كل مسألة من مسائل الفقه يتوقف استنباط الحكم فيها عليه في غير الضروريات والمتواترات ، لبداهة توقف استنباط الحكم على الدليل الدال عليه ، والدليل اما لفظي او غير لفظي ، والدليل اللفظي هو كحجية الظواهر وحجية الخبر الواحد ، وغير اللفظي فهو الاجماع والعقل ، وتحرير هذه الادلة كلها في الاصول ، ولا يخلو استنباط حكم فرعي من التوقف على أحد هذين الامرين : أي اما الدليل اللفظي او العقلي.