ومنه قد انقدح إمكان القدح في دعوى كونه من ضروريات الدين ، لاحتمال أن يكون من ضروريات العقل وفطرياته لا من ضرورياته (١) ، وكذا القدح في دعوى سيرة المتدينين (٢).
______________________________________________________
بحجيتها» أي ولو قيل بحجية الاجماعات المنقولة «في غيرها» أي في غير هذه المسألة المحتملة المدرك ، فان قوله لو قيل اشارة الى عدم حجية المنقول من الاجماع ، ولكن لو سلمنا حجية الاجماع فهو ليس بحجة في مثل هذه المسألة «لوهنه بذلك» أي لوهنه في هذه المسألة باحتمال المدرك.
(١) هذا هو دليل آخر لجواز التقليد ، وهو دعوى كون جواز التقليد من ضروريات الدين. ووجه القدح في هذه الدعوى ان ضرورية الحكم في الدين على نحوين لانه : تارة يكون ثبوته لقيام ضرورة الدين عليه كالصلاة والصوم والزكاة والحج ، واخرى يكون ثبوته لكونه ضروري الثبوت عند العقل كالتكليف بغير المقدور وكلزوم اطاعة الله. والقدر المتيقن من التقليد هو كونه ضروريا ، اما كونه ضروريا دينيا او عقليا فغير معلوم ، وحيث انه من الامور البديهية النظرية الجبلية فمن المحتمل كونه ضروريا لانه من الضروريات عند العقل ، لا انه من ضروريات الدين. ومن هذه الجهة يظهر وجه الانقداح لانه مما ذكرنا من كونه بديهيا جبليا فطريا ينقدح انه من المحتمل كونه من ضروريات العقل لا من ضروريات الدين : أي بعد ما مر من ثبوت كونه وجدانيا يتضح انه ليس من ضروريات الدين ، لا انه ليس من الضروريات لان الوجدانيات من الامور الضرورية. والى ذلك اشار بقوله : «ومنه قد انقدح» وقد عرفت وجه الانقداح ، واشار الى نفس القدح بقوله : «امكان القدح في دعوى كونه من ضروريات الدين ل» أجل احتمال ان يكون من ضروريات العقل وفطرياته لا من ضرورياته» أي لا من ضروريات الدين.
(٢) وهذا دليل آخر ايضا ، وهو سيرة المتدينين على التقليد ورجوع الجاهل الى العالم.