يَسْتَوْفُونَ) [المطففين : ٢].
٣ ـ قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي ..) [هود : ١٠] قاله هنا ، وقال في" فصّلت" : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) بزيادة" منّا" و" من" لأنه ثمّ بيّن جهة الرحمة ، بقوله : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) فناسب ذكر" منّا" وحذفه هنا اكتفاء بقوله قبل : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً)
وزاد" من" ثمّ ، لأنه لّما حدّ الرحمة وجهتها ، لحدّ الظّرف بعدها لتتشا كلا في التحديد ، وهنا لّما أهمل الأول ، أهمل الثاني ليتشاكلا.
٤ ـ قوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ..) [هود : ١٢] الآية.
إنما قال : (ضائِقٌ) ولم يقل : ضيّق ، لموافقة قوله قبله : (تارِكٌ ،) ليدلّ على أنه ضيق عارض لا ثابت ، لأنه صلىاللهعليهوسلم كان أوسع النّاس صدرا.
ونظيره قولك : زيد سائد وجائد ، تريد حدث فيه السيادة والجود ، فإن أردت وصفه بثبوتهما ، قلت : زيد سيّد وجواد.
٥ ـ قوله تعالى : (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ ..) [هود : ١٣] أي مثله في الفصاحة والبلاغة ، وإلّا فما يأتون به مفترى ، والقرآن ليس بمفترى.
أو معناه : مفتريات كما أنّ القرآن ـ في زعمكم ـ مفترى!!
فإن قلت : كيف أفرد في قوله : (قُلْ) ثمّ جمع في قوله : (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ)
قلت : الخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم فيهما ، لكنّه جمع في" لكم" تعظيما ، وتفخيما له ، ويعضده قوله في سورة القصص : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ.)
أو الخطاب في الثاني للمشركين ، وفي (يَسْتَجِيبُوا) ل (مَنِ اسْتَطَعْتُمْ) والمعنى : فأتوا أيها المشركون بعشر سور مثله ، إلى آخره ، فإن لم يستجب لكم من تدعونه ، إلى المظاهرة على معارضته لعجزهم (فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ) وبالنظر إلى هذا الجواب ، جمع الضمير في (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) هنا ، وأفرد في القصص.
فإن قلت : قال في سورة يونس : (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) وقد عجزوا عنه ،