تضمنا.
وزاد (لَهُ) في ثاني موضعي سبأ ، لأنه نزل في المؤمنين ، وما قبله في الكافرين.
وحذف لفظ (اللهُ) في غير العنكبوت ، وفي أول موضعي سبأ (١) اختصارا.
٤ ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ) [الرعد : ٢٧].
إن قلت : كيف طابق هذا الجواب قولهم : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ؟)
قلت : المعنى قل لهم : إن الله أنزل عليّ آيات ظاهرة ، ومعجزات قاهرة ، لكن الإضلال والهداية من الله ، فأضلكم عن تلك الآيات ، وهدى إليها آخرين ، فلا فائدة في تكثير الآيات والمعجزات ، أو هو كلام جرى مجرى التعجب من قولهم ، لأن الآيات الباهرة المتكاثرة ، التي ظهرت على يد النبي صلىاللهعليهوسلم ، كانت أكثر من أن تشتبه على العاقل ، فلما طلبوا بعدها آيات أخر ، كان محل التعجب والإنكار ، فكأنه قيل لهم : ما أعظم عنادكم!! إن الله يضل من يشاء ، كمن كان على صنيعكم ، من التصميم على الكفر ، فلا سبيل إلى هدايتكم ، وإن أنزلت كل آية!! ويهدي من كان على خلاف صنيعكم.
٥ ـ قوله تعالى : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ..) [الرعد : ٣٣] الآية.
إن قلت : كيف طابق قوله عقبه : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ؟)
قلت : فيه محذوف تقديره : أفمن هو رقيب على كل نفس ، صالحة وطالحة ، يعلم ما كسبت من خير وشر ، كمن ليس كذلك؟ من شركائهم التي لا تضر ولا تنفع؟ ويدل له قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ) ونحوه قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) [الزمر : ٢٢] تقديره : كمن قسا قلبه؟ يدل له قوله : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) [الزمر : ٢٢].
٦ ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ ..) [الرعد : ٣٦].
إن قلت : كيف اتصل هذا بقوله قبله : (وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ؟)
قلت : هو جواب للمنكرين معناه : قل إنما أمرت فيما أنزل إلي بأن أعبد الله ولا أشرك به ، فإنكاركم لبعضه إنكار لعبادة الله وتوحيده.
__________________
(١) سورة سبأ ، آية (٣٦).