٢٠ ـ قوله تعالى : (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) [النحل : ٧٧] الآية.
إن قلت : (أَوْ) للشك ، وهو على الله محال ، فما معنى ذلك؟
قلت : (أَوْ) هنا بمعنى الواو ، أو الشك بالنسبة إلينا ، أو بمعنى" بل" ونظير ذلك قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات : ١٤٧] ، وقوله : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة : ٧٤] .. وأورد على الأخير أن" بل" للإضراب ، وهو رجوع عن الإخبار ، وهو على الله محال .. ويجاب بمنع أنه محال ، بناء على جواز وقوع النسخ في الأخبار ، وهو جائز عند الأشاعرة مطلقا ، خلافا للمعتزلة فيما لا يتغير.
٢١ ـ قوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) [النحل : ٨١] (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) أي والبرد ، وإنما حذفه لدلالة ضده عليه ، كما في قوله تعالى : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) [آل عمران : آية ٢٦] أي والشر.
وخص الحر ، والخير بالذكر ، لأن الخطاب بالقرآن أول ما وقع بالحجاز ، والوقاية من الحر ، أهم عند أهله ، لأن الحر عندهم أشد من البرد ، والخير مطلوب العباد من ربهم دون الشر.
٢٢ ـ قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) [النحل : ٨٣].
إن قلت : بل كلهم كافرون؟!
قلت : المراد بالأكثر هنا الجمع.
٢٣ ـ قوله تعالى : (وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ) [النحل : ٨٦].
إن قلت : ما فائدة قولهم ذلك ، مع أنه تعالى عالم بهم؟!
قلت : لما أنكروا الشرك بقولهم : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) عاقبهم الله بإصمات ألسنتهم ، وأنطق جوارحهم ، فقالوا عند معاينة آلهتهم : (رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا.)
فأقروا بعد إنكارهم طلبا للرحمة ، وفرارا من الغضب ، فكان هذا القول على