قَوْمُ نُوحٍ) إلى قوله (فَحَقَّ وَعِيدِ) بما قبل آخره ياء أو واو ، موافقة لبقية فواصل السورتين.
٥ ـ قوله تعالى : (إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ ..) [ص : ٢٢].
أي قالوا حين دخلوا على داود عليهالسلام : نحن خصمان وهما ملكان مثّلا أنفسهما معه بخصمين بغى أحدهما على الآخر ، على سبيل الفرض والتصوير ، لأن الملائكة منتف عنهم البغي والظلم ، وكذا قوله : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) كقول الفقيه : لزيد أربعون شاة ، وعمرو مثلها وخلطاها وحال عليها الحول ، كم يجب فيها؟ وليس لهما شيء من ذلك. وكنّى عن المرأة بالنّعجة ، كما مثّل نفسه بالخصم.
٦ ـ قوله تعالى : (فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) [ص : ٣٢].
إن قلت : ما معنى تكرر الحبّ وتعديته ب" عن" وظاهره إني أحببت حبا مثل حبّ الخير ، كقولك : أحببت حبّ زيد أي مثل حبّه؟
قلت : أحببت هنا بمعنى آثرت ، كما في قوله تعالى : (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) [فصلت : ١٧] أي آثروه ، و" عن" بمعنى" على" كما في قوله تعالى : (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) [محمد : ٣٨] فيصير المعنى : آثرت حبّ الخير على ذكر ربي.
٧ ـ قوله تعالى : (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ..) [ص : ٣٥].
إن قلت : كيف قال سليمان ذلك ، مع أنه يشبه الحسد والبخل بنعم الله تعالى على عباده ، بما لا يضرّ سليمان؟!
قلت : المراد لا ينبغي لأحد أن يسلبه مني في حياتي ، كما فعل الشيطان الذي لبس خاتمي ، وجلس على كرسيّ.
أو أنّ الله علم أنه لا يقوم غيره مقامه بمصالح ذلك المكان ، واقتضت حكمته تعالى تخصيصه به ، فألهمه سؤاله.