قلت : لأن قوله : (اللهَ أَعْبُدُ) إخبار عن المتكلّم ، فناسب الإضافة إليه ، وقوله : (أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ) ليس إخبارا عن المتكلّم ، فناسبت الإخبار عنه أصالة (أُمِرْتُ) فقط ، وما بعده فضلة.
٨ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً ..) [الزمر : ٢١].
قاله هنا بلفظ (يَجْعَلُهُ) وفي الحديد (١) بلفظ (يَكُونُ) موافقة في كلّ منهما لما قبله ، وهو (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ.)
٩ ـ قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ ..) [الزمر : ٤١].
قاله هنا بحذف (فَإِنَّما يَهْتَدِي) المذكور في يونس (٢) والإسراء ، اكتفاء بما ذكره بقوله قبل : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ.)
١٠ ـ قوله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الزمر : ٤٤].
إن قلت : كيف قال ذلك ، مع أن للأنبياء ، والعلماء ، والشهداء ، والأطفال ، شفاعة؟!
قلت : معناه أن أحدا لا يملكها إلا بتحليلها ، كما قال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [البقرة : ٢٥٥] وقال (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) [الأنبياء : ٢٨].
١١ ـ قوله تعالى : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) [الزمر : ٥٥] الآية.
إن قلت : كيف قال ذلك ، مع أن القرآن كلّه حسن؟
قلت : معناه أحسن وحي ، أو كتاب أنزل إليكم ، وهو القرآن كلّه ، أو أحسن القرآن آياته المحكمات ، أو آياته التي تضمّنت أمر طاعة أو إحسان ، وقد مرّ نظير هذا السؤال في نظير هذه الآية في الأعراف ، في قوله تعالى : (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) وما مرّ ثمّ في جوابه يأتي هنا.
__________________
(١) في الحديد (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) آية (٢٠).
(٢) في يونس (فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) آية (١٠٨).