قائمة الکتاب
سورة البقرة
٢٢
إعدادات
فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن
فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن
المؤلف :زكريّا بن محمّد بن أحمد الأنصاري
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :360
تحمیل
وقوله : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ.)
أو : لا شفاعة من الأصنام والكواكب التي يعتقدها الكفار.
١٠٥ ـ قوله تعالى : (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) حصر الظلم في الكافرين ، لأن ظلمهم أشدّ ، فهو حصر إضافي كما في قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [فاطر : ٢٨].
١٠٦ ـ قوله تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)
عبّر فيها بالمضارع لا بالماضي مع أن الإخراج قد وجد لمناسبة التعبير به قبله في قوله : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ) ولأنّ المضارع يدلّ على الاستمرار ، فيدلّ هنا على الاستمرار ما ضمنه الإخراج من الله تعالى ، في الزمن المستقبل في حقّ من ذكر.
فإن قلت : كيف يخرج الكفّار من النور ، مع أنهم لم يكونوا في نور؟
قلت : لمقابلة ما ذكر قبله في المؤمنين ، ولأن الكفار هنا هم" اليهود" وقد كانوا مؤمنين بمحمد صلىاللهعليهوسلم لما يجدونه من نعته في كتبهم ، فلما بعث كفروا به.
١٠٧ ـ قوله تعالى : (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ.)
أي : بقدرتي على الإحياء ، قال له ذلك مع علمه بإيمانه بذلك ، ليجيب بما أجاب به ، فيعلم السامعون غرضه من طلبه لإحياء الموتى.
١٠٨ ـ قوله تعالى : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.)
قاله مع أنّ قلبه مطمئن بقدرة الله تعالى على الإحياء ، ليطمئنّ قلبه بعلم ذلك عيانا كما اطمأن به برهانا.
أو ليطمئنّ بأنه اتخذه خليلا ، أو بأنه مستجاب الدعوة.
١٠٩ ـ قوله تعالى : (قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ.)
خصّ الطير بالذكر من سائر الحيوان ، لزيادته عليه بطيرانه.
قيل : وكانت الأربعة : ديكا ، وطاووسا ، ونسرا ، وغرابا.
وفائدة التقييد بالأربعة في الطير ، وفي الأجبل (١) بعده ، الجمع بين الطبائع
__________________
(١) الأجبل : جمع جبل.