الأربع ، في الطير بين مهاب الرياح من الجهات الأربع في الأجبل.
١١٠ ـ قوله تعالى : (ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً.)
إن قلت : كيف مدح المنفقين بترك المنّ ، وقد وصف نفسه بالمنّ ، كما في قوله تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران : ١٦٤]؟
قلت : المنّ يقال للإعطاء ، وللاعتداد بالنعمة واستعظامها ، والمراد في الآية المعنى الثاني.
فإن قلت : من المعنى الثاني (بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ) [الحجرات : ١٧].
قلت : ذلك اعتداد نعمة الإيمان ، فلا يكون قبيحا ، بخلاف نعمة المال.
على أنه يجوز أن يكون من صفات الله تعالى ، ما هو مدح في حقّه ، ذمّ في حقّ العبد ، كالجبّار ، والمتكبّر ، والمنتقم.
١١١ ـ قوله تعالى : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ.)
فإن قلت : لم خصّ النّخيل والأعناب بالذّكر ، مع قوله بعد : (لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ؟)
قلت : لأنّ النخيل والأعناب أكرم الشجر ، وأكثرهم منافع.
١١٢ ـ قوله تعالى : (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ.)
ذكر (مِنْ) هنا ـ خاصة ـ موافقة لما بعدها في ثلاث آيات ، ولأن الصّدقات لا تكفّر جميع السيّئات.
١١٣ ـ قوله تعالى : (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً.)
فإن قلت : هذا يفهم أنهم كانوا يسألون برفق ، مع أنه قال : (يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ.)
قلت : المراد نفي المقيّد والقيد جميعا كما في قوله تعالى : (لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ) وقوله : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) [الرعد : ٢].
١١٤ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا.)
خصّ الأكل بالذّكر مع أنّ غيره كاللّبس ، والادّخار ، والهبة كذلك ، لأنه أكثر وأهمّ انتفاعا بالمال ، إذ لا بدّ منه.