يوصي أو الإيصاء ، ومن ثم ذكر الضمير في بدّله ويبدلونه ، أو لأن التأنيث غير حقيقي وقيل لمكان الفصل بينهما ، وفيه نظر لإشعاره بتعيين التأنيث مع عدم الفصل ، ولا وجه له.
وقيل انه مرفوع بالابتداء وخبره للوالدين والجملة جواب الشرط بإضمار الفاء ، كقوله «من يفعل الحسنات الله يشكرها» (١) وفيه أن ذلك إن صح فهو من الضرورات الشعرية ، فلا يلحق به القرآن ، فاذن الوجه الأول ، والعامل في إذا مدلول كتب لا الوصية المتقدمة.
«بالمعروف» اما متعلق بالوصية أو بمقدر حال عنها ، والمراد به العدل الذي لا حيف فيه ولا جور ، كالوصية لهم قبل إخراج الواجبات أو مع حرمان أولاده الصغار.
ويحتمل أن يرجع الى قدر ما يوصى به ، بأن لا يزيد على الثلث ، أو بأن يكون على القدر المستحب فيها كما قالوه ، إذ المستحب كونها بالثلث أو الخمس أو الربع ، [ويؤيده (٢) ما رواه سعد بن ابى وقاص قال : مرضت فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله يعودني ،
__________________
(١) صدر بيت عجزه «والشر بالشر عند الله مثلان» وهو من أبيات الكتاب ج ١ ص ٤٣٥ ونسبه سيبويه الى حسان بن ثابت واستشهد به في الكشاف عند تفسير الآية ٧٨ من سورة النساء (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) ونسبه الأفندي في شواهده ص ٢٠٧ الى كعب بن مالك الأنصاري.
واستشهد به في المجمع أيضا ج ٢ ص ٧٨ والاشمونى بحاشية الصبان ج ٤ ص ٢٠ الرقم ٨٥٠ وفي مواضع متعددة وكذا السيوطي في عوامل الجزم ونسبه في جامع الشواهد الى عبد الرحمن بن حسان بن ثابت وزعم الأصمعي أن النحويين غيروه وان الرواية من يفعل الخير فالرحمن يشكره ومثله محكي عن المبرد أيضا وعليه فلا شاهد في البيت وروى المصرع الثاني سيان مكان مثلان وعبر الشاعر عن جزاء الشر بالشر للمشاكلة.
(٢) أخرجه في المنتقى ج ٦ ص ٤٠ نيل الأوطار عن الجماعة مع ذكر اختلاف ألفاظ الحديث في طرقه قوله عالة اى فقراء جمع عائل وهو الفقير والفعل منه عال يعيل إذا افتقر قوله يتكففون اى يسألونهم بأكفهم يقال تكفف الناس واستكف إذا بسط كفه للسؤال أو سأل كفافا من الطعام.