معترضا بعزب كان غنيا فأفقره النكاح وبفاسق تاب واتقى الله وكان له شيء ففني وأصبح مسكينا ، وعن النبي (١) صلىاللهعليهوآله «التمسوا الرزق بالنكاح» وشكى اليه رجل الحاجة فقال «عليك بالباه» ـ انتهى.
قلت : ولعل مثل هذه الشريطة جارية في إجابة الدعاء كما قال تعالى (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ، فلا يرد الشبهة بعدم الاستجابة في كثير من الناس.
وفي الآية دلالة على الأمر بالنكاح كما يشعر به أمر الأولياء بانكاح إمائهم. وفي الكشاف هذه الأمر للندب لما علم من ان النكاح أمر مندوب اليه ، وقد يكون للوجوب في حق الأولياء عند طلب المرأة ذلك وكان الخاطب كفوا. ثم قال ومما يدل على كونه مندوبا اليه قوله صلىاللهعليهوآله «من أحب فطرتي فليستن بسنتي وهي النكاح (٢)» وعنه صلىاللهعليهوآله «من كان له ما يتزوج به ولم يتزوج فليس منا» (٣) وعنه صلىاللهعليهوآله «إذا تزوج أحدكم عج شيطانه يا ويله عصم ابن آدم منّى ثلثي دينه (٤)» والأحاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله كثيرة.
قلت : لا يخفى أن ظاهر هذه الأحاديث الوجوب (٥) الا أن يدعى الإجماع على
__________________
(١) رواه أبو الفتوح في ج ٨ ص ٢١٣ وعنه في المستدرك ج ٢ ص ٥٣٤ وأخرجه في الكشاف ج ٣ ص ٢٣٦ واللفظ التمسوا قال ابن حجر أخرجه الثعلبي وفيه أيضا حديث أخر عن ابن مردويه عن عائشة مرفوعا تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال.
(٢) رواه في المجمع ج ٤ ص ١٤٠ وأبو الفتوح ج ٨ ص ٢٠٩ والمستدرك عن الجعفريات وأخرجه في الكشاف ج ٣ ص ٢٣٤ قال ابن حجر أخرجه عبد الرزاق وأبو يعلى.
(٣) الكشاف ج ٣ ص ٢٣٤ قال ابن حجر أخرجه أبو داود واحمد بلفظ من كان موسرا لان ينكح فلم ينكح فليس منا وأخرجه الثعلبي بلفظ المصنف قلت وأخرجه بلفظ من كان موسرا البيهقي أيضا ج ٧ ص ٧٨.
(٤) رواه أبو الفتوح ج ٨ ص ٢٠٩ وقريب منه في المستدرك عن دعائم الإسلام ج ٢ ص ٥٣٠ وأخرجه في الكشاف ج ٣ ص ٢٣٤ قال ابن حجر أخرجه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والثعلبي ، قوله عج شيطانه أي صاح.
(٥) كيف والتعبير بليس منا انما هو للوجوب كقوله من غشنا فليس منا ومن شهر السلاح في فتنة فليس منا وغيرهما.