أما الأول فلأنّه لو كان قيدا فيهما لزم أن تكون الكلمة الواحدة في خطاب واحد لمعنيين مختلفين ، فان «من» إذا تعلقت بالربائب كانت ابتدائية وإذا تعلقت بالأمهات كانت بيانية لبيان النساء ، واستعمال المشترك في معنييه مرغوب عنه في تصحيح الكلام الا أن يقصد بها مطلق الاتصال والتعلّق كقوله :
فاني لست منك ولست مني (١)
__________________
(١) تمثل به في الكشاف ج ١ ص ٤٩٤ وبعده بقوله ما انا من دد ولا الدد منى. اما الأول فهو شطر بيت ولم أر من تعرض له وانه من القائل له وتمثل به كثير من المفسرين وجعله في تفسير البيضاوي ج ٢ ص ٧٧ ط مصطفى محمد عجز البيت ونقل صدره هكذا إذا حاولت في أسد فجورا.
وذكره في مجمع البيان ج ٢ ص ٤٦٦ والتبيان ج ١ ص ٧٤٥ ط إيران ومقاييس اللغة ج ١ ص ٣٨٧ صدر البيت ونقلوا عجزه كذلك إذا ما طار من مالي الثمين اى أخذت الزوجة نصيبها وهو الثمن من ماله.
واما الثاني فحديث نبوي ولم يتعرض ابن حجر في الشاف الكاف لتخريجه وقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد ج ٢ ص ٢٥٦ فضل الله الصمد بالرقم ٧٨٥ بلفظ لست من دد ولا الدد منى عن انس عن النبي (ص).
وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير ج ٥ ص ٢٦٥ فيض القدير بهذا الفظ عن البخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن انس والطبراني عن معاوية بالرقم ٧٢٤٠ واخرج بالرقم ٧٢٤١ بلفظ لست من دد ولا دد منى ولست من الباطل ولا الباطل منى بتنكير الدد في الموضعين عن ابن عساكر عن انس ومثله في منتخب كنز العمال بهامش المسند ج ٦ ص ١٧٤.
وأخرجه الذهبي في الميزان ج ٤ ص ٤٠٥ بالرقم ٩٦١٦ ترجمة يحيى بن محمد بن قيس المدني عن انس مثل ما في الأدب المفرد وأخرجه البيهقي بلفظ لست من دد ولا دد منى عن انس بتنكير الدد في الموضعين ج ١٠ ص ٢١٧ وأخرجه في النهاية واللسان لغة (ددن) ومقاييس اللغة ج ٢ ص ٢٦٦ بلفظ ما انا من دد ولا الدد منى بتنكير الأول وتعريف الثاني وفي آلاء الرحمن ج ٢ ص ٦٦ بلفظ ما انا من دد ولا دد منى بتنكيره في الموضعين.
وفي أمالي السيد المرتضى المجلس الثالث ج ١ ص ٣٣ : فاما الددن فهو اللهو واللعب وفيه لغات ثلث دد على مثال دم وددا على مثال فتى وددن على مثال حزن ومنه قول النبي (ص) ما انا من دد ولا الدد منيه في ذيله هذه الهاء للاستراحة وهي تدل على تأكد امتناعه من اللهو) ـ