يجدد عنه التوبة لأنّه يلزمه أن يستمرّ على عزمه وندمه الى ان يلقى ربّه انتهى.
ولعلّه يريد بتجديد التوبة كلّما ذكره تجديد العزم على تركه في الأوقات المستقبلة بمعنى أن لا يخطر بباله عزم فعله في شيء من الأوقات فإنّ العزم على فعل القبيح ولو بعد سنين متطاولة حرام قطعا كما قالوه لا معنى التوبة حقيقة ويمكن ان يكون المراد بالتوبة هنا الانقطاع الى الله تعالى ويؤيّده ما روى عنه (١) صلىاللهعليهوآله انّه قال يا ايّها النّاس توبوا الى ربّكم فإنّي أتوب الى الله في كلّ يوم مائة مرة أورده مسلم في الصّحيح كذا في مجمع البيان.
الثالثة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) في المجمع (٢) : معناه مروا عبيدكم وإمائكم إن يستاذنوا عليكم إذا أرادوا الدّخول الى مواضع خلوتكم عن ابن عبّاس وقيل أراد العبيد خاصّة وهو المروي عن ابى جعفر عليهالسلام وابى عبد الله عليهالسلام قلت على هذا لا حاجة في النساء إلى الاستئذان كما دلّت عليه الرّواية.
وهي ما رواه زرارة عن (٣) ابى عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل (الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) قال هي خاصّة في الرّجال دون النّساء قلت فالنساء يستأذن في هذه الثلث ساعات قال لا ولكن يدخلن ويخرجن الحديث.
وفي صحيحة الفضيل بن يسار (٤) عن ابى عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ) قيل من هم فقال هم المملوك من الرجال والنساء والصّبيان الّذين لم يبلغوا
__________________
(١) المجمع ج ٤ ص ١٣٨ والحديث في صحيح مسلم بشرح النووي ج ١٧ ص ٢٤.
(٢) المجمع ج ٤ ص ١٥٤.
(٣) الكافي ج ٢ ص ٦٧ باب أخر من الدخول على النساء الحديث ٢ وهو في المرات ج ٣ ص ٥١٥ ورواه في نور الثقلين ج ٣ ص ٦٢١ الحديث ٢٣٠.
(٤) الكافي ج ٢ ص ٦٧ باب أخر من الدخول على النساء الحديث ٤ وهو في المرات ج ٣ ص ٥١٥ ونور الثقلين ج ٣ ص ٦٢٢ الرقم ٢٣٢ والحديثان كلاهما في الوسائل الباب ١٢١ من أبواب مقدمات النكاح ج ٣ ص ٢٨ ط الأميري والوافي الجزء ١٢ ص ١٢٤.