(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) فلا يعاجلكم بالعقوبة بمجرّد العزم بل يؤخّر العقاب حتى يقع المنهي عنه لحلمه وعدم الفوت والعجز ففيه إيماء الى قول الأكثر أو المراد انّه لا يعاجل بالعقوبة في جميع المعاصي بل ينتظر المسقط كالتوبة وفي الاخبار دلالة على ذلك أيضا.
التاسعة [النور : ٦] (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً) اى الفاسق الخبيث الّذي من شانه الزّنا (١) والتعجّب لا يرغب في نكاح الصّوالح من النّساء اللّاتي على خلاف صفته وانّما يرغب في نكاح فاسقة خبيثة من شكله فان المشاكلة علة الألفة وـ الاجتماع والمخالفة علة النّفرة والافتراق (أَوْ مُشْرِكَةً) لأنّها تقرب منه في خبث الفعل.
(وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ) اي الفاسقة الخبيثة المسافحة لا يرغب في نكاحها الصّلحاء من الرّجال بل ينفرون ويتباعدون عنها وانّما يرغب في نكاحها من هو مثلها في الفسق (أَوْ مُشْرِكٌ) لمكان الألفة وكان حق المقابلة ان يقال والزّانية لا تنكح الّا زان أو مشرك.
لكنّ الآية وردت في بيان أحوال الرّجال في الرّغبة فيهنّ على ما قيل انّها نزلت في رجل من المسلمين (٢) استأذن النّبي صلىاللهعليهوآله في ان يتزّوج أمّ مهزول وهي امرأة كانت تسافح ولها راية على بابها تعرف بها أو انّها نزلت في فقراء المهاجرين حيث رغبوا في نكاح موسرات كانت في المدينة من بغايا المشركين فاستأذنوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فنزلت.
وفي قرن الزّنا بالشرك في الموضعين تغليظ لأمر الزنا وتقبيح على
__________________
(١) في فقه اللسان لكرامت حسين ج ١ ص ١٧ ان الزنا مصدر فرعى من جر بواسطة جنى أبدلت الجيم بالزاي والحقيقي من معانيه الجريرة المعلومة التي لأجلها يزور العاهر العاهرة ثم يجر على آثار قدمه ذيله.
(٢) المجمع ج ٤ ص ١٢٥ وأيضا الدر المنثور ج ٥ ص ١٩ و ٢٠ والطبري ج ١٨ ص ٧٠ الى ٧٥ وفتح القدير ج ٤ ص ٧.