ولقد أوجبتم عليهم بترك قراءة ابن مسعود ، انّهم لم يرضوا للامّة بما رضى لها رسول الله (ص) ، وانّهم كرهوا ما رضي لهم الرسول (ص)! فأيّ وقيعة تكون أشدّ مما تروونه عليهم؟! فو الله لو اجتمع كل رافضي على وجه الارض على أن يقولوا فيهم أكثر مما قلتم ما قدروا عليه طعنا وسوء قول وتجهيلا وجرأة على الله ، وأنتم تزعمون أنّكم الجماعة ، وانّ الجماعة لا تجتمع على ضلال.
ثم رويتم عن ابن مسعود : «ان المعوّذتين ليستا من القرآن ، وانه لم يثبتهما في مصحفه ، وانتم تروون انّه من جحد آية من كتاب الله عزوجل فهو كافر بالله» وتقرّون انّهما من القرآن ، فمرّة تقرون على ابن مسعود انّه جحد سورتين من كتاب الله وانّه من جحد حرفا منه فقد كفر ، فكيف قبلتم أحاديث ابن مسعود في الحلال والحرام والصلاة والصيام والفرائض والاحكام؟!
فان لم تكن المعوّذتان من القرآن لقد هلك الذين أثبتوهما في المصاحف ، ولئن كانتا من القرآن لقد هلك الذين جحدوهما ولم يثبتوهما في المصاحف ، ان كان ما رويتم عن ابن مسعود حقّا انه قال : ليس هما من القرآن.
فليس لكم مخرج من أحد الوجهين : فامّا أن يكون كذب فهلك وهلك من أخذ عنه الحلال والحرام ، وأما أن يكون صدق فهلك من خالفه!
فأيّ وقيعة في أصحاب رسول الله (ص) أشدّ من وقيعتكم فيهم إذا وقعتم؟!
وأخرى ، فانكم تروون عنهم الكفر الصراح ، مثل ما قد رويتم من جحودهم القرآن ، فلو انكم إذا وقعتم فيهم تنسبونهم إلى ما هو دون الكفر كان الأمر أيسر وأسهل وأهون ، لكنكم تعمدون الى أغلظ الاشياء وأعظمها عند الله فتنسبونهم إليها (١).
__________________
(١) الايضاح للشيخ الفضل بن شاذان الازدي النيسابوري ، تحقيق السيد جلال الدين ـ