والتسليم ، فقال : ان الفعل القلبي ضرب من الوجود النوري والوجود في قبال المعقولات ، وهو من العلوم الفعلية دون الانفعالية والأفعال القلبية أمور يساعدها الوجدان ، فان الإنسان كثيرا ما يعلم بأهلية المنصوب من قبل من له النصب ، لكنه لا ينقاد له قلبا ، ولا يقرّ به باطنا لخباثة نفسه أو لجهة أخرى وان كان في مقام العمل يتحرك بحركته خوفا من سوطه وسطوته وهكذا كان حال كثير من الكفار بالنسبة إلى نبينا صلىاللهعليهوآله حيث انهم كانوا عالمين بحقيقته ، كما نطق به القرآن ومع ذلك لم يكونوا منقادين ، ولو كان ملاك الإيمان الحقيقي نفس العلم لزم ان يكونوا مؤمنين به ، أو جعل الإيمان الّذي هو أشرف كمالا مجرد الإقرار باللسان ، حتى يلزم كفرهم لأجل عدم الإقرار
وأنت خبير ، بأنه قدسسره لم يبرهن على ان الالتزام من العلوم الفعلية دون الانفعالية بل من القريب كونه من انفعالات النّفس ومن الكيفيات الحاصلة لها من المبادي الموجودة فيها أو حاصلة لها وما قال ان الكيفيات النفسانيّة محصورة غير وجيه لعدم قيام برهان على حصرها فالأشبه ان تكون نحو تلك الحالات من مقولة الكيف ومن الكيفيات النفسانيّة التي تنفعل بها النّفس فما ادعاه من انه ضرب من الوجود وهو لا يدخل تحت مقولة غير صحيح ، لأن الموجود في صقع الإمكان لا يمكن ان يكون موجودا مطلقا ، فيلزم وجوب وجوده ، وهو خلف ، بل يكون موجودا مقرونا بالحد والحدود ، فيتألف من وجود وماهية ، ويدخل (على وجه التسامح) تحت إحدى المقولات ، أضف إلى ذلك ما عرفت : ان الالتزام لا ينفك عن العلم بالشيء ، وانه يستتبع الالتزام في كمه وكيفه ، في تفصيله وإجماله ، على مقدار علمه ، ويوجد ذلك الالتزام في لوح النّفس غب حصول العلم.
وقد عرفت ان جحد الكفار لم يكن الا جحدا في الظاهر لعنادهم وعداوتهم وحب الرئاسة ، والعصبية الجاهلية ، وإلّا فكيف يمكن الإنكار الباطني مع العلم الوجداني بالخلاف ، فهل يمكن إنكار وجود اليوم مع العلم بوجوده ، ولا يلزم ما ذكر ان يكون الإيمان هو العلم فقط ، حتى يقال : ان الشيطان كان عالماً بجميع