البعث الوحداني وإلّا يلزم ان يكون الواحد كثيرا ، أو الكثير واحدا ، (والحاصل) ان الاجزاء والشرائط في الاعتبارية من المركبات بما انها باقية على كثراتها وفعلياتها حسب التكوين ، فلا يتعلق بها الإرادة التكوينية الوحدانية مع بقاء المتعلق على نعت الكثرة ، فلا بدّ من سبك تلك الكثرات المنفصلات في قالب الوحدة حتى يقع الكل تحت عنوان واحد جامع لشتات المركب ومتفرقاتها ، ويصح معه تعلق الإرادة الواحدة ويتبعه تعلق البعث الواحد وبذلك يظهر ضعف ما عن بعض محققي العصر من ان وحدة المتعلق من وحدة الأمر فلاحظ
الرابع ان الصور في المركبات الاعتبارية ليست امرا مغاير للاجزاء بالأسر بل هو عينها حقيقة إذ ليس المراد من الصورة الا الاجزاء في لحاظ الوحدة كما ان الاجزاء عبارة عن الأمور المختلفة في لحاظ الكثرة وهذا لا يوجب ان يكون هنا صورة واجزاء متغايرة ، ويكون أحدهما محصلا والآخر محصلا ، وان شئت فلاحظ العشرة فانها عبارة عن هذا الواحد وذاك الواحد ، وذلك وليست امرا مغايرا لتلك الوحدات ، بل هي عبارة عن هذه الكثرات في لحاظ الوحدة والعنوان يحكى عن وحدة جمعية بين الوحدات ، فلو لاحظت كل واحد من الوحدات فقد لاحظت ذات العشرة ، كما انك إذا لاحظت العنوان فقد لاحظت كل واحد من الوحدات بلحاظ واحد ، والفرق بينهما انما هو بالإجمال والتفصيل والوحدة والكثرة فالعنوان مجمل هذه الكثرات ومعصورها ، كما ان الاجزاء مفصل ذلك العنوان ضرورة ان ضم موجود إلى موجود آخر حتى ينتهى إلى ما شاء ، لا يحصل منه موجود آخر متغاير مع الاجزاء المنضمات.
الخامس : ان دعوة الأمر إلى إيجاد الاجزاء انما هو بعين دعوتها إلى الطبيعة لا بدعوة مستقلة ، ولا بدعوة ضمنية ، ولا بأمر انحلالي ، ولا بحكم العقل الحاكم بان إتيان الكل لا يحصل إلّا بإتيان ما يتوقف عليه من الاجزاء ، وذلك لأن الطبيعة تنحل إلى الاجزاء ، انحلال المجمل إلى مفصلة ، والمفروض انها عين الاجزاء في لحاظ الوحدة ، لا شيئا آخر ، فالدعوة إلى الطبيعة الاعتبارية عين الدعوة إلى الاجزاء والبعث إلى إحضار عشرة رجال ، بعث إلى إحضار هذا وذاك حتى يصدق العنوان ، و