ما هو؟ ويظهر من بعضهم : ان المقسم هو نفس الماهية وهذه الاعتبارات واردة عليها كما يفصح عنه قول الحكيم السبزواري (١) (قدسسره) ومحصل هذا الوجه ان انقسام النوع والجنس والفصل إلى الثلاثة بالاعتبار ، وكذا افتراق الثلاثة باللحاظ أيضا ، وان الماهية إذا لوحظت مجردة عما يلحق بها تكون بشرط لا وإذا لوحظت مقترنة بشيء تكون بشرط شيء ، وإذا لوحظت بذاتها لا مقترنة ولا غير مقترنة تكون لا بشرط شيء والفرق بين اللابشرط المقسمي والقسمي هو كون اللابشرطية قيدا في الثاني دون الأول ، كما هو الفرق بين الجنس والمادة والنوع فان لوحظ الحيوان لا بشرط يكون جنسا ، وان لوحظ بشرط لا ، تكون مادة ، وان لوحظ بشرط شيء يكون نوعا وقد اغتر بظاهر كلماتهم أعاظم فن الأصول ووقعوا في حيص وبيص في أقسام الماهية والفرق بين المقسمي والقسمي حتى ذهب بعضهم إلى ان التقسيم للحاظ الماهية لا لنفسها
هذا لكن حسن ظني بأهل الفن في هذه المباحث ، يمنعني ان أقول ان ظاهر هذه الكلمات مرادة لهم ، وانهم اقترحوا هذا التقسيم وما شابهه في مباحث الجنس والفصل من غير نظر إلى عالم الخارج ونظام الكون ، وكان غرضهم هو التلاعب بالمفاهيم والاعتبارات الذهنية من دون ان يكون لهذه الأقسام محكيات في الخارج أضف إلى ذلك أن ملاك صحة الحمل وعدم صحتها عندهم هو كون الشيء المحمول لا بشرط وبشرط لا ، ولو كان هذا الملاك امراً اعتباريا لزم كون اعتبار شيء لا بشرط مؤثرا في الواقع ، ويجعل الشيء امراً قابلا للاتحاد والحمل ، ولزم من اعتباره دفعة أخرى بشرط لا ، انقلاب الواقع عما هو عليه ، والحاصل انه يلزم من اعتبار شخص واحد شيئا واحدا على نحوين ، اختلاف نفس الواقع كما يلزم من اعتبار اشخاص مختلفة صيرورة الواقع مختلفا بحسب اختلاف اعتبارهم فتكون ماهية واحدة متحدة مع شيء ولا متحدة معه بعينه ، (هذا) مع ان الغرض من هذه التقسيمات وكذا الحمل هو حكاية الواقع ونفس الأمر لا التلاعب بالمفاهيم واختراع أمور ذهنية ، ومن ذلك يظهر ضعف ما ربما يقال من ان المقسم ليس هو نفس الماهية بل لحاظ الماهية أو الماهية الملحوظة ويقرب عنه ، ما أفاده بعض الأعيان في تعليقته الشريفة فراجع وليت
__________________
(١) مخلوطة ، مطلقة ، مجردة |
|
عند اعتبارات عليها واردة |