واعتبار البشرطشيء ، لا اللابشرط من كلّ حيثية.
وأيضا اللابشرط المقسمي ـ على التحقيق ـ ليس هو المعبّر عنه في التعبيرات بالماهية ـ من حيث هي ـ ؛ إذ الماهيّة ـ من حيث هي ـ هي الماهية الملحوظة بذاتها ـ بلا نظر إلى الخارج عنها ـ ، واللابشرط المقسمي هي الماهية اللابشرط من حيث الاعتبارات الثلاثة ، لا من حيث كلّ قيد ، فضلا عن ذات الماهية التي كان النظر مقصورا عليها بلا نظر إلى الخارج عن ذاتها.
هذا هو الذي ينبغي أن يعتمد عليه في الماهية واعتباراتها ، وإن اشتبه الأمر فيها على غير واحد حتى [ من ] أهل الفن.
ومما ذكرنا ظهر : أن مفاهيم الألفاظ نفس معانيها ، من دون اعتبار أمر زائد على ذواتها أصلا ، لا اللابشرط المقسمي ولا القسمي ؛ لزيادة اعتبار في الأخير لتسرية الوضع إلى المعنى بجميع أطواره ـ لا أخذه في الموضوع له ـ ، ولا بشرطية الأوّل من حيث الاعتبارات الثلاثة ، لا من حيث ذوات القيود الخارجية الطارئة ، مع أنّه لا تعيّن لها إلاّ التعيّنات الثلاثة ، فتدبّر.
٣٢٢ ـ قوله [قدّس سرّه] : ( وكذا المفهوم اللابشرط القسمي ، فإنّه كلّي عقلي ... الخ ) (١).
كون اللابشرط القسمي موطنه الذهن واضح ؛ إذ الماهية بحسب الخارج : إما توجد مقترنة بالكتابة ، أو مقترنة بعدمها ، فعدم اعتبار الكتابة وعدمها إذا اعتبر في الماهية كانت الماهية ـ مقيّدة بهذا الاعتبار الذي لا وعاء له إلاّ الذهن ـ ذهنية ، إلا أنّ توصيفها بالكلّي العقلي مسامحة وقعت منه (قدس سره) ومن غيره أيضا ؛ إذ الكلّي العقلي في قبال الكلّي الطبيعي والمنطقي ، لا مطلق الأمر الذهني ، كيف؟! وذهنيتها ملاك جزئيتها ، وهو واضح.
__________________
(١) كفاية الأصول : ٢٤٤ / ٤.