وقع فيه بعض النسّاخ وكيف كان فاذا علمت ذلك وتهيّأ لك فهمه وعلمه نقول :
قلبت السين صادا لتطابق وتجانس الطاء فى الاطباق « كمصيطر » فى « مسيطر » والسين تشارك الصاد فى الصفير والهمس كما تقدم.
فلما شاركت الصاد فى ذلك قربت منها وكانت مقاربتها لها مجوزة قلبها لتجانس الطاء فى الاطباق.
ومنهم من أبدل السين زاء واحتج بقوله : لأن الزاى والسين من حروف الصفير والزاى أشبه بالطاء لأنهما مجهورتان أى لتوافق الزاى معها فى الجهر فانها مهموسة فقالوا الزّراط.
وقد يشمّ الصاد صوت الزاى ليكون أقرب الى المبدل عنه بمعنى انّه قصد أن يجعل الصاد بين الجهر والاطباق لأنّه رأى جهر الطاء واطباقه بالسين فأتى بالصّاد مراعاة للاطباق وأشمها شيئا من الزاى مراعاة للجهر ومؤاخاة بين السين والطاء بحرف مجهور من مخرج السّين وهو الزاى من غير ابطال الأصل.
وقرأ ابن كثير وقنبل وورش عن يعقوب بالسّين مراعاة للأصل وقرأ الباقون وهم الأكثر بالصّاد للمضارعة والاقتران بحرف الاستعلاء لما بين الصاد والطاء من المؤاخاة به ، أى : الاستعلاء وكذا الاطباق ، ولكراهة ان يتسفّل بالسّين ثم يتصعّد بالطاء فى السّراط ، واذا كانوا قد ابدلوا من السّين الصّاد مع القاف فى فى صقب وصويق ليجعلوها فى استعلاء القاف مع ما بعد القاف من السّين وقرب الطّاء منها فان يبدلوا منها الصّاد مع الطّاء كان اجدرا من حيث كانت الصّاد الى الطّاء أقرب ألا ترى انهما جميعا من حروف طرف اللسان واصول الثنايا وان الطاء تدغم فى الصّاد والقراءة بالصّاد كما لا يخفى هى لغة قريش والأولى فى النطق.