طلب أحد الشباب أو أبيه من الإمام الهادي عليهالسلام للحضور في مجلس الخطبة ليشفع لهم في زواج الخاطب ، فلبىّ الإمام عليهالسلام دعوتهم وحضر المجلس معهم وخطب فيهم وطلب منهم أن يزوّجوا إبنتهم بعد أن أشار إلى محاسن ذلك الشاب. وأما الخطبة فرواها الكليني في الكافي عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عبدالعظيم بن عبدالله قال : سمعت أبا الحسن يخطب بهذه الخطبة : ألحمدلله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن فاطر السموات والأرض ، مؤلف الأسباب بما جرت به الأقلام ومضت به الأحتام من سابق علمه ومقدر حكمه ، أحمده على نعمه ، وأعوذ به من نقمه ، وأستهدي الله الهدى ، وأعوذ به من الضلالة والرّدى ، من يهده الله فقد اهتدى ، وسلك الطريقة المثلى وغنم الغنيمة العظمى ، ومن يضلّ الله فقد حار عن الهدى وهو إلى الردى.
أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله المصطفى ، ووليه المرتضى وبعيثه بالهدى ، أرسله على حين فترة من الرسل واختلاف من الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة وطموس من أعلام الهدى والبينات ، فبلّغ رسالة ربّه ، وصدع بأمره ، وأدىّ الحق الذي عليه وتوفي فقيداً محموداً صلىاللهعليهوآله.
ثم إن هذه الامور كلّها بيد الله إلى أسبابها ومقاديرها فأمر الله يجرى إلى قدره وقدره يجرى إلى أجله وأجله يجري إلى كتابه