ولكل أجل كتاب يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده امّ الكتاب أمّا بعد فإن الله جل وعزّ جعل الصهر مألفه للقلوب ونسبة المنسوب أوشج به الأرحام وجعله رأفة ورحمة إن في ذلك لآيات للعالمين ؛ وقال في محكم كتابه : وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وقال : وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم وإن فلان بن فلان ممّن قد عرفتم منصبه في الحسب ومذهبه في الأدب ، وقد رغب في مشاركتكم وأحبّ مصاهرتكم ، وأتاكم خاطباً فتاتكم فلانه بنت فلان وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا ، العاجل منه كذا والآجل منه كذا ، فشفعّوا شافعنا وأنكحوا خاطبنا وردّوا ردّا جميلاً وقولوا قولاً حسناً ، وأستغفرالله لي ولكم ولجميع المسلمين. ١
وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : صلىاللهعليهوآله لما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يتزوّج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل عم خديجة.
فابتدء أبوطالب بالكلام ، فقال : ألحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع ابراهيم وذريّة اسماعيل ، وأنزلنا حرماً آمناً ، وجعلنا الحكّام على الناس وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.
ثم إن ابن أخي هذا يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله ممن لا يوزن برجل من
__________________
١. الكافي ، ج ٥ ، ص ٣٧٢.