٥. وعن الرواندي عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن عيسى بن صبيح ، قال : دخل العسكري عليهالسلام علينا الحبس وكنت به عارفاً.
فقال لي : لك خمس وستون سنة وشهر ويومان ، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإنّي نظرت فيه فكان كما قال.
ثم قال : هل رزقت من ولد ؟ قلت : لا.
قال اللّهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً ، فنعم العضد الولد. ثم قال :
من كان ذا ولد يدرك ضلامته |
|
إنّ الذليل الذي ليس له ولد ١ |
إنّ من أخبث عادات الجاهلية التي تركت آثاراً سيئة في نفوس بعض المسلمين ، هو إكرام الإبن وإكراه البنت. حتى أنّ بعضهم كان يغضب شديداً ويسوّد وجهه حينما كان يسمع بولادة بنت له.
فنهاهم النبي عن ذلك وبيّن لهم أنّه لا فرق بين الأولاد ، ذكراً كان أم أنثى ، فكلاهما رزق من الله وكلاهما ريحانة. إذاً فلماذا نفرّق بينهما ونثير العداوة والبغضاء.
روى الكليني بسنده عن إبراهيم الكرخي عن ثقة حدثه من
__________________
١. الخرائج والجرائح ، ج ١ ، ص ٤٧٨ ؛ حياة الإمام العسكري ، ص ٢٩٢ ؛ وسائل الشيعة ، ج ١٥ ، ص ٩٨.