وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً ، ١ وأمر الله يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل كتاب : يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ، ثم إن الله أمرني أن أزوّج فاطمة من علي وأشهدكم أني زوّجت فاطمة من عليّ على أربعمائة مثقال فضّة إن رضى بذلك على السنّة القائمة والفريضة الواجبة ، فجمع الله شملهما وأطاب نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمناء الأمة. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ... . ٢
قال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : ثم جلس النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا علي قم واخطب لنفسك ، فقام أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وخطب بهذه الخطبة : ألحمد لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه ، وأنذر بالناس من يعصيه ، نحمده على قديم أحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، وسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، صلاة تزلفه وتجليه ، وترفعه وتصطفيه ، إنّ خير ما أفتتح به وأختتم قول الله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم والصّالحين من عبادكم وإمائكم ... ٣
__________________
١. سورة الفرقان ، الآية ٥٤.
٢. الفصول المهمة ، ص ١٢٦.
٣. مستدرك الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٠٧ ؛ والآية في سورة النور / ٣٢.