تلخص ممّا سبق أنّ المشورة أمر مهمّ جداً وبظل المشورة تكتمل عقول الرجال وتتبيّن الخفيات ومنها الشور في أمر الزواج. فإن قيل نحن لا ننكر أهميّة المشورة ولكن مع من نستشير ...؟!
قلنا : الروايات في هذا المجال بكثرة. فإنّنا أمرنا بالإستشارة مع الرجال ذوي العقول والرأي ، ومع من إسمه محمد. ونهينا أيضاً من المشورة مع الفاسق الفاجر والجبان والحريص والبخيل وغير الورع فإن مضارّ إستشارتهم أكثر من منفعتها.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من إسمه محمد أو حامد أو محمود أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلاّ خيّر لهم. ١
وقال الصادق عليهالسلام : إستشر العاقل من الرجال الورع فإنّه لا يأمر إلا بخير وإياك الخلاف فإنّ خلاف الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا. ٢
وقال الصادق عليهالسلام إن المشورة لا يكون إلا بحدودها فمن عرف بحدودها وإلا كانت مضرّتها على المستشير أكثر من منفعتها له ؛
فأوّلها : أن يكون الذي يشاوره عاقلاً.
__________________
١. سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٧١٨.
٢. نفس المصدر.