والرفع من أقدارهم ، وليقتدى به أمته في المشاورة ولا يرونها نقصاً وعيباً لهم وليمتحنهم ويتميّز الناصح من الغاش إلى غير ذلك من الأمور. ١ وكان النّبي أيضاً يستشير أصحابه في بعض حروبه كغزوة بدر وأحد والأحزاب وغيره.
واستشار الإمام أمير المؤمنين أصحابه في المسير إلى صفين واستشار الرضا عليهالسلام بعض خدمه كما روي عنه أنّه ربما شاور الأسود من سودانه ، فقيل له تشاور مثل هذا ؟
فقال : إن شاء الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه ... ٢
واستشار الإمام علي عليهالسلام ، عقيلاً في الزّواج بامرأة ولدته الشجعان فأشار إليه بفاطمة بنت حزام الكلابية.
فقال له أبغني إمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها فتلد لي غلاماً فراساً.
فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنّه ليس في العرب أشجع من أباءها ولا أفرس.٣
وقد مرّ عليك إنّ رجلاً إستشار الحسين عليهالسلام في تزويج إمرأة فنهاه الإمام ولكن خلف الحسين في ذلك فافتقر.
وهكذا استشار الكرخي الصادق عليهالسلام فأجابه بما قرأته سابقاً.
__________________
١. راجع سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٧١٨.
٢. نفس المصدر.
٣. إبصار العين ، ص ٥٦.