وقد تكررت هذه المسئلة عند ما خطبوا الزهراء من النّبي صلىاللهعليهوآله فكان يردّهم إثر ردّ الزهراء هذه الخطبة.
روى الطوسي في الأمالي عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول وذكر حديث تزويج فاطمة عليهاالسلام وأنه طلبها من رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا علي إنّه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى أخرج اليها ، فدخل عليها ، فأخبرها وقال : إنّ علياً قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين ؟
فسكتت ولم تولّ وجهها ولم ير فيه رسول الله كراهة ، فقام وهو يقول : الله أكبر سكوتها إقرارها ... ١
ويدلّ عليه أيضاً ما عمله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في أسرى الفرس من أمرهنّ بالإختيار في الزّواج بأحد من المسلمين كما رواه لنا الطبري في تاريخه أنّه : لمّا ورد سبي فرس إلى المدينة أراد عمر بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً.
فقال له علي عليهالسلام : إنّ رسول الله قال : أكرموا كريم كلّ قوم.
__________________
١. وسائل الشيعة ، ج ١٤ ، ص ٢٠٦.