قريش الاّ رجّح به ، ولا يقاس به رجل الاّ عظم عنه ولا عدل له في الخلق وإن كان مقلاً في المال ، فإنّ المال رفد جار وظلّ نزائل ، وله في خديجة رغبة ولقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها والمهر عني في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله وله وربّ هذا البيت حظ عظيم ودين شايع ورأي كامل.
ثم سكت أبو طالب فتكم عمها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر ، وكان رجلاً من القسّيسين.
فقالت خديجة مبتدئة : يا عماه إنّك وإن كنت أولى بنفسي مني في الشهود ، فلست أولى بي من نفسي ، قد زوّجتك يا محمد نفسي مني والمهر على في مالي فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها وادخل على أهلك.
فقال أبوطالب : إشهدوا عليها بقولها محمداً صلىاللهعليهوآله وضمانها المهر في مالها.
فقال بعض قريش يا عجباه المهر على النساء للرجال. فغضب أبو طالب غضباً شديداً وقام على قديمه وكان ممن يهابه الرجال ويكره غضبه.
فقال : إذا كانوا مثل ابن اخي هذا طلبت الرجال بأغلى الثمن وأعظم المهر ، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوّجوا إلاّ بالمهر الغالى.
ونحر أبوطالب ناقة ودخل رسول الله صلىاللهعليهوآله بأهله.