من سنن اللّه تعالى الجارية في خلقه منذ أن أرسل الرسل وبعث الأنبياء الى عباده ، إمتحان الناس واختبارهم ، واستخلاص الصالح منهم.
وينكشف بهذا الاختبار والامتحان ، مراتب الخلق وحقائق الانسان وضمائر البشر.
ويمتاز أيضاً من يصدُق في الدعوةِ الى العدالة والصلاح عمن ينتحلها ويدّعيها كذباً.
واللّه تعالى عالم بها ، لكن ليعرف كل شخص حقيقة نفسه ، وتتم حجة اللّه البالغة على خلقه.
قال تعالى : (أحَسِبَ الناسُ أن يُتركوا أن يقُولوا آمنّا وهُم لا يُفتَنون) (١).
وقال عزّ اسمه : (لِيهلِكَ مَن هَلَكَ عن بيّنة ويَحيى من حَيَّ عن بيّنة وإنَّ اللّه لسميعٌ عليم) (٢).
وقال جلّ شأنه : (لقد أرسَلنا رُسُلَنا بالبيّناتِ وأنزلنا معهُمُ الكتابَ والميزانَ ليقومَ الناسُ بالقِسطِ وأنزلنا الحديدَ فيه بأسٌ شديدٌ ومنافِعُ للناسِ ولِيَعلمَ اللّهُ مَن ينصُرُهُ ورسلَهُ بالغيب إن اللّهَ قَويٌّ عزيز) (٣).
هذا ، ومما امتحن اللّه تعالى به الأمم السابقة ، غيبةُ انبيائهم وأوصياء
__________________
(١) سورة العنكبوت : الآية ٢.
(٢) سورة الأنفال : الآية ٤٢.
(٣) سورة الحديد : الآية ٢٥.