كيف وإن بعض حِكَمِها مبيّنٌ في الأحاديث ، ومستفاد من بعض الأدلّة ، ويؤيّدها البرهان والوجدان؛ نذكرها فيما يلي :
فان الظالمين كانوا ولم يزالوا يبذلون أقصى جهودهم للقضاء عليه ، حيث علموا بالبشارات الصادقة انه هو الذي يقوّض عروشهم ويدمّر كيانهم ويزيل دولتهم.
كما علم فرعون انهدام صرح طغيانه بواسطة النبي موسى عليهالسلام ، فجمع كيده
وبذل جُهده لقتل موسى وإفناءه.
فالامام المهدي عليهالسلام تحذراً من خطر القتل وإبقاء لنفسه الشريفة لأجل إظهار الدين الذي كتبه له ربُّ العالمين ، اعتزل عنهم بالغيبة والاستتار.
وتستفاد حكمة التحذر والخوف من بعض الأحاديث الشريفة مثل :
١ ـ حديث أبان عن الامام الصادق عليهالسلام قال :
«قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : لابد للغلام من غيبة.
فقيل له : ولِمَ يا رسول اللّه؟
قال : يخاف القتل» (١).
٢ ـ حديث زرارة عن الامام الصادق عليهالسلام قال :
«للغلام غيبة قبل قيامه.
قلت : ولِمَ؟
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ٩٠ ب ٢٠ ح ١.